من تاريخ الحوار الإسلامي المسيحي: دراسة نماذج

ذة. نجاة بن ايدار

من تاريخ الحوار الإسلامي المسيحي: دراسة نماذج

A study of cases from history of Islamic-Christianity dialogue

ذة. نجاة بن ايدار
كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الخامس – الرباط – المغرب

ملخص:

إن موضوع الحوار الإسلامي المسيحي يتيح مناقشة عدد من القضايا المختلفة، التي أسهمت في تلاقح الأفكار، وتصحيح الأباطيل، ورد الشبهات، وتقريب المفاهيم.
ولصعوبة دراسة مختلف المحطات التاريخية التي عاشها الحوار الإسلامي المسيحي بسبب كثرتها، تناولت الموضوع من خلال مبحثين، الأول خصصته للحوار الإسلامي المسيحي: نماذج من الحوارات الفردية، منها: الحوار بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه والعجوز المسيحية، وحوار خالد بن الوليد مع جرجة، والحوار بين هارون الرشيد وطبيبه الخاص، والحوار بين ابن الطلاع ونصراني في قرطبة، والحوار بين العتابي وابن فروة النصراني، والحوار بين القاضي الباقلاني وملك الروم، وحوار بين مسلم ومسيحي في الهند.
والثاني خصصته للحوار الإسلامي المسيحي: نماذج من الحوارات الجماعية، ومنها: حوار بين شيخ مسلم وبعض المسيحيين في القسطنطينية، وحوار بين علي الرضا وجاثليق في مجلس المأمون، وحوارات في عهد ملوك التتار، والحوار بين الشيخ الهندي والقسيس فندر الإنجليزي، وحوارات الشيخ أحمد ديدات.
وختمت الموضوع بمجموعة من الاستنتاجات.
كلمات مفتاحية: الإسلام، المسيحية، الحوار، التعايش.

Abstract:
Muslim-Christian dialogue has been of great importance by virtue of exchanging ideas, clarifying ambiguous issues, identifying suspicions and approximating concepts. In the first section, a series of individual dialogues were presented, including the dialogue between Omar ibn al-Khattab (may Allah be pleased with him) and the old Christian. In addition, the dialogue of our master Khalid Bin Al Waleed and Jerja. Moreover, the dialogue between Harun al-Rashid and his doctor. Finally, the dialogue between Ibn Tala and Nasrani in Cordoba. While the second section is devoted to models of group dialogues such as a dialogue between a Muslim sheikh and some Christians in Constantinople besides to the dialogue between Ali Reda and Jatlik in the Council of the Mamoun. This study concluded that the nature of the Islamic call requires a discursive methodical behaviour for dealing with Christians while demonstrating the truth requires dialogue with the other Christian to defend the Islamic faith, the return of suspicions and correct concepts. What is more, Christian presence in the open areas and their contact with Muslims forced dialogue on controversial issues besides to highlight the model of the Muslim axes and the high morals that have contributed to the acceptance of the call of Islam by the Christian axis. Finally, dialogue is found to be the best approach for Christians to coexist with Muslims.
Keywords: Islam; Christian; dialogue; coexistence.

مقدمة:

انطلقت الدعوة الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم شرقا وغربا، فاتحة البلاد، منقذة للعباد، تدخل القلوب وتفتح العقول، بروعة أحكامها وعدل سيرتها وصدق أتباعها، فدخل الناس في دين الله أفواجا، وكان للإرشادات القرآنية والنبوية أثرها في الواقع العملي، خاصة فيما يتعلق بحسن المعاملة وطيب المعاشرة لأهل الكتاب وللمسيحيين منهم على وجه أخص().
ولقد كان لانتشار الجالية غير المسلمة في أطراف الدولة الإسلامية الأثر الكبير في خلق مجال واسع للاحتكاك بين المسلمين وأصحاب باقي الديانات، بحيث أصبح الحوار ممارسة يومية خاصة في الجوانب العقدية، ولم يكن ليؤثر على جو التعايش والتسامح الذي طبع العلاقات الاجتماعية بين مختلف رعايا الدولة الإسلامية().
ونظرا لصعوبة دراسة مختلف المحطات التاريخية التي عاشها الحوار الإسلامي المسيحي بسبب كثرتها، أكتفي بعرض بعض النماذج سواء كانت فردية أو في إطار منظم، على أني أسوقها في تسلسلها الزمني، ودراستها من حيث الشكل على مستويين فردي وجماعي، ولهذا قسمت هذه الدراسة إلى مبحثين، الأول عنونته الحوار الإسلامي المسيحي: نماذج من الحوارت الفردية، والثاني الحوار الإسلامي المسيحي: نماذج من الحوارات الجماعية.

المبحث الأول: الحوار الإسلامي المسيحي: نماذج من الحوارت الفردية

الحوار بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه والعجوز المسيحية.

تحميل العدد السادس من مجلة ذخائر

ذكر الإمام القرطبي في جامعه():«أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يوما لعجوز نصرانية: أسلمي أيتها العجوز تسلمي، إن الله بعث محمدا بالحق، قالت: أنا عجوز كبيرة والموت إلى قريب، فقال عمر رضي الله عنه: اللهم اشهد، وتلا قول الله تعالى: «لا إكراه في الدين»().
وذكر أن سبب هذا الحوار أن الفاروق، رضي الله عنه، طلب من خادمه ماء ليشربه فأتاه بماء عذب فسأله عن مصدره فأخبره بأنه من عند عجوز مسيحية، فذهب إليها ودعاها إلى الإسلام كما تقدم»().
وتفيد هذه الواقعة أن الحوار كان ممارسة يومية يعيشها المسلمون وغيرهم، وكان المسلمون يقومون بما يمليه عليهم دينهم من حسن معاملتهم لأهل الكتاب، ودعوتهم إلى الإسلام بالملاطفة واللين.

حوار سيدنا خالد بن الوليد مع جرجة().

ورد هذا الحوار بأكمله عند ابن جرير الطبري رحمه الله في تاريخه()، وفيه أنه لما اصطف جيش المسلمين وجيش الروم قبيل معركة اليرموك، خرج جرجة من الصف، ونادى خالد بن الوليد، فأتاه حتى إذا اختلفت أعناق فرسيهما، وأمن كل واحد منهما صاحبه، قال جرجة: يا خالد، أخبرني فاصدقني، ولا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله، هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاكه، فلا تسله على قوم إلا هزمتهم؟ قال: لا، قال فبم سميت سيف الله؟ قال خالد: إن الله بعث فينا نبيه، فدعانا فنفرنا منه، ونأينا عنه جميعا، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه، وبعضنا كذبه وباعده، فكنت فيمن كذبه وباعده، ثم إن الله تعالى أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به وبايعناه، فقال لي: أنت سيف من سيوف الله على المشركين، قال جرجة: يا خالد، أخبرني إلام تدعوني؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، والإقرار بما جاء من عند الله، قال: فمن لم يجبكم؟ قال: فالجزية، ونمنعهم، قال: فإن لم يعطها، قال: نؤذنه بحرب ثم نقاتله، قال: فما منزلة الذي يدخل فيكم ويجيبكم إلى هذا الأمر اليوم؟ قال: منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا، شريفنا ووضيعنا وأولنا وآخرنا، ثم أعاد عليه جرجة: هل لمن دخل فيكم اليوم يا خالد مثل ما لكم من الأجر والذخر؟ قال: نعم وأفضل. قال: وكيف يساويكم، وقد سبقتموه؟ قال: إنا دخلنا في هذا الأمر وبايعنا نبينا صلى الله عليه وسلم وهو حي بين أظهرنا، تأتيه أخبار السماء، ويخبرنا بالكتب، ويرينا الآيات، وحق لمن رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع، وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا، ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج، فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية كان أفضل منا، قال جرجة: بالله لقد صدقتني، ولم تخادعني ولم تألفني، قال: بالله لقد صدقتك وما بي إليك ولا إلى أحد منكم وحشة، وإن الله لولي ما سألت عنه، فقال: صدقتني، وقلب الترس ومال مع خالد، وقال: علمني الإسلام، فمال به خالد إلى فسطاطه، فشن عليه قربة من ماء، ثم صلى به ركعتين.
وانطلاقا من هذا الحوار الهادئ يمكن أن نسجل الملاحظات التالية:
إبراز نموذج المحاور المسلم وما يتحلى به من أخلاق عالية يأتي في مقدمتها خلق التواضع، وفي ذلك ترغيب للمحاور كي يطمئن ويقبل دعوة الإسلام.
الهدوء والوضوح والصدق كلها أخلاق سامية خيمت على مجريات هذا الحوار.
يدل هذا الحوار على أن المناوئين للإسلام من الساسة ورجال الإعلام لو خلوا بين الناس وبين دعوة الإسلام، تخاطب العقول الخيرة وتزكي النفوس، لخالطت بشاشتها القلوب ولدخل الناس في دين الله أفواجا، لذلك كان من بين أهداف تشريع الجهاد في الإسلام إزالة كل الحواجز التي من شأنها أن تحول بين الناس وبين سماع كلمة الحق من دون تشويش أو إكراه().

الحوار بين هارون الرشيد وطبيبه الخاص.

كان للخليفة العباسي هارون الرشيد طبيب من المسيحيين ذا فطنة، فود الرشيد أن لو يسلم، فقال له ما يمنعك من الإسلام؟ قال الطبيب: «آية في كتابكم حجة على ما أنتحله، فقال له: وما هي؟ قال: قول الله تعالى «وروح منه»()، فعظم ذلك على الرشيد، فعرض المسألة على كثير من العلماء المسلمين فلم يحضرهم الجواب، حتى ورد قوم من خراسان فيهم محمد بن عمر بن واقد() من أهل العلم بالقرآن، فأخبره الرشيد بذلك، فاستعجم عليه الجواب، ثم خلا بنفسه وقال: ما أجد المطلوب إلا في كتاب الله، فابتدأ القرآن من أوله يقرأه حتى بلغ قوله تعالى: «وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه»()، فخرج إلى الرشيد وأحضر الطبيب، فقرأ عليه ثم قال: إن كان قوله تعالى: «وروح منه» يوجب أن يكون عيسى عليه السلام بعضا منه تعالى، وجب ذلك في السموات والأرض، فانقطع النصراني ولم يجد جوابا، فسر الرشيد بذلك، وأجزل صلة بن واقد، فلما عاد هذا الأخير إلى خراسان ألف كتابه: النظائر في القرآن الكريم().

الحوار بين ابن الطلاع() ونصراني في قرطبة.

ورد نصراني إلى قرطبة فالتقاه ابن الطلاع، فقال له النصراني: ما تقول في عيسى؟ فقال ابن الطلاع: لعلك تريد المبشر بمحمد صلى الله عليه وسلم؟ فانقطع النصراني لأنه رأى، إن أنكر له هذا الوصف كذب إنجيله، وكفر بعيسى على الحقيقة، لأنه أقر بعيسى آخر، وإن أقر بعيسى لزمه الدخول في الإسلام، لما وجب عليه عند إيمانه بعيسى، من الإيمان بما بشر به، وإلا فليس بمؤمن().

الحوار بين العتابي وابن فروة النصراني.

روي أن الخليفة العباسي المأمون جمع بين كلثوم بن عمرو العتابي وابن فروة النصراني، وقال لهما: تكلما وأوجزا، فقال العتابي لابن فروة: ما تقول في عيسى المسيح؟ قال ابن فروة: أقول إنه من الله، قال العتابي: صدقت، ولكن «من» تقع على أربع جهات لا خامس لها:من كالبعض من الكل على سبيل التجزي، أو كالولد من الوالد على سبيل التناسل، أو كالخل من الخمر على سبيل الاستحالة، أو كالصنعة من الصانع على سبيل الخلق من الخالق، أم عندك شيء تذكره غير ذلك؟
فقال ابن فروة: لا بد أن يكون هذه الوجوه، فما أنت تجيبني إن تقلدت مقالة منها؟ قال العتابي: إن قلت: على سبيل التجزي كفرت، وإن قلت على سبيل التناسل، كفرت، وإن قلت على سبيل الاستحالة كفرت، وإن قلت على سبيل الفعل كالصنعة من الصانع والمخلوق من الخالق، فقد أصبت، فقال ابن فروة: فما تركت لي قولا أقوله، وانقطع().

الحوار بين القاضي الباقلاني() وملك الروم:

دخل القاضي أبو بكر الباقلاني في سفارته لعضد الدولة إلى ملك الروم في القسطنطينية، فرأى عنده بعض بطارقته ورهبانيته، فقال له: كيف أنت؟ وكيف الأهل والأولاد؟ فتعجب ملك الروم منه، وقال: ذكر من أرسلك في كتاب السفارة أنك لسان أهل الأرض ومتقدم على علماء الأمة، أما علمت أننا ننزه هؤلاء عن الأهل والولد؟ فقال: القاضي أبو بكر: أنتم لا تنزهون الله سبحانه عن الأهل والأولاد، وتنزهونهم().
وذكرأن ملك الروم عرض للقاضي أبي بكر يوما بحديث الإفك في حق عائشة رضي الله عنها بقصد التوبيخ به، فقال له القاضي: هما اثنتان، قيل فيهما ما قيل، زوج نبينا ومريم ابنة عمران، وكل قد برأها الله سبحانه مما رميت به().

حوار بين مسلم ومسيحي في الهند().

جاء هذا الحوار كرد على ادعاء بعض المسيحيين في الهند وجود التثليث في العقيدة الإسلامية، مثبتا دعواه بقوله تعالى: «بسم الله الرحمان الرحيم»، حيث أن هناك ثلاثة أسماء في الآية مما يدل على وجود التثليث في الإسلام، فكان جواب المحاور المسلم مخاطبا المسيحي قائلا: إنك قصرت، عليك أن تستدل بالقرآن الكريم على وجود التسبيع، بدليل قول الله تعالى: «حم، تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول»()، بل عليك أن تقول إنه يثبت وجود سبعة عشر إلها في القرآن، بثلاث آيات من أواخر سورة الحشر: «هو الله الذي لا لإله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمان الرحيم، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، سبحان الله عما يشركون، هو الله الخالق البارئ المصور، له الأسماء الحسنى، يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم»().

المبحث الثاني: الحوار الإسلامي المسيحي: نماذج من الحوارات الجماعية

النماذج الحوارية التي أوردتها هي أمثلة للحوارات الفردية بين المسلمين والمسيحيين، وإلى جانبها سجل التاريخ مجموعة أخرى من الحوارات يمكن نعتها بالجماعية، ولست أعني بهذا الوصف مشاركة الجماعة من الناس في تبادل الآراء، وإنما يكفي أن يثبت حضور غير المتحاورين أثناء الحوار ومتابعتهم لمجرياته، وهو يشبه اليوم الحوارات على وسائل الإعلام وفي الفضاءات العامة، فضلا عن المؤتمرات أو الندوات التي يشارك في مداولاتها فعليا جمع من المتحاورين، وأمثلة هذا الضرب من تاريخ العلاقات بين المسلمين وغيرهم كثيرة؛ أذكر بعضها على سبيل التمثيل:

حوار بين شيخ مسلم وبعض المسيحيين في القسطنطينية.

أسر بعض المسلمين في عهد الدولة الأموية وجيء بهم إلى أمير مسيحي بالقسطنطينية له دراية ومعرفة باللغة العربية، وكان ضمن الأسرى المسلمين شيخ دمشقي اسمه واصل، فابتدأ الأمير الرومي الحوار قائلا: الحمد لله الذي كان قبل أن يكون شيء من خلقه، وخلق سبع سماوات طباقا بلا عون كان معه من خلقه، ودحى سبع أرضين بلا عون كان معه من خلقه، فعجبا لكم يا معاشر العرب حين تقولون: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، فقال الشيخ المسلم بعد أن طلب الأمان إن هو تكلم فأعطيه: أما ما وصفت من صفة الله عز وجل فقد أحسنت الصفة، ولم يبلغ علمك ولم يستحكم عليك رأيك أكثر من هذا، والله عز وجل أعظم وأكبر مما وصفت، ولا يصف الواصفون صفته، وأما ما ذكرت من هذين الرجلين فقد أسأت الصفة، ألم يكونا يأكلان الطعام، ويشربان الشراب، ويبولان، ويتغوطان، وينامان، ويستيقظان، ويفرحان، ويحزنان؟ قال الأمير: بلى، قال الشيخ: فلم فرقت بينهما؟ قال الأمير:لأن عيسى كان له روحان اثنان، فروح يبرئ بها الأكمه والأبرص، وروح يعلم بها الغيب، ويعلم ما في قعر البحار، وما يتحات من ورق الشجر، فقال الشيخ المسلم: روحان اثنان في جسد واحد؟ فقال الأمير: نعم، فقال الشيخ المسلم: فهل كانت القوية تعرف موضع الضعيفة منها أم لا؟ فقال الأمير: قاتلك الله، ماذا تريد أن تقول، إن قلت: إنها تعلم؟ وماذا تريد أن تقول إن قلت: إنها لا تعلم؟ قال الشيخ المسلم: إن قلت إنها تعلم، فما لهذه القوية لا تطرد عنها الآفات؟ وإن قلت إنها لا تعلم، قلت: كيف تعلم الغيوب ولا تعلم روحا في محل واحد وجسد واحد، فسكت الأمير، فقال الشيخ المسلم: بالله هل عبدتم الصليب مثالا لعيسى بن مريم عليه السلام إنه صلب؟ قال الأمير: نعم، قال الشيخ المسلم: فبرضى منه أم بسخط؟ قال الأمير: هذه أخت تلك، ماذا تريد أن تقول: إن قلت: برضى منه؟ قال الشيخ المسلم: إن قلت برضى منه، قلت: فما أنتم إلا قوم أعطوا ما سألوا وأرادوا، وإن قلت: بسخط، قلت: فلم تعبدون ما لا يمنع عن نفسه؟ ثم جرى حوار آخر بين الشيخ المسلم وبين أحد قساوسة الروم، ومما جاء في إحدى فقراته قول الشيخ المسلم للقس لما حدثه عن المسيح وعبادته: عبدتم المسيح عيسى بن مريم لأنه لا أب له فضموا آدم مع عيسى حتى يكون لكم إلهان اثنان، وإن كنتم عبدتموه لأنه أحيى الموتى فهذا حزقيل مر بميت، تجدونه في الإنجيل لا تنكرونه، فدعا الله عز وجل فأحيا له حتى كلمه، فضموا حزقيل مع عيسى وآدم حتى يكون لكم ثلاثة، وإن كنتم عبدتموه لأنه أراكم المعجزات فهذا يوشع بن نون قاتل قومه حتى غربت الشمس فقال لها: ارجعي بإذن الله فرجعت اثني عشر برجا، فضموا يوشع أيضا إلى عيسى يكون رابع أربعة، وإن كنتم عبدتموه لأنه عرج به إلى السماء فهذا إدريس قد عرج به إلى السماء، فضموه إليه يكون لكم خامس خمسة، فسكت القس().

الحوار بين علي الرضا()وجاثليق() في مجلس المأمون.

كان الخليفة المأمون العباسي ذا ثقافة عميقة ودراية بالفلسفة وعلم الكلام، ويبدو أيضا أنه درس المسيحية وتعمق فيها وألم بمسائلها الكبرى، فكان أحيانا يستدعي قسيسين من حران وأنطاكية، ويجمع بينهما وبين علماء المسلمين في حوارات عامة وخاصة.
ومن هذه الحوارات حوار جرى بحضور عدد كبير من العلماء والفقهاء وأهل الملل وأصحاب المعتقدات جاء فيه():
قال الجاثليق: كيف أحاج رجلا يحتج علي بكتاب أنا منكره، ونبي لا أومن به؟
فقال له الرضا: يا نصراني، فإن احتججت عليك بإنجيلك أتقر به؟
قال الجاثليق: وهل أقدر على دفع ما نطق به الإنجيل؟ نعم، والله، أقر به على رغم أنفي.
فقال الرضا: سل عما بدا لك، وافهم الجواب.
قال الجاثليق: ما تقول في نبوة عيسى وكتابه؟ وهل تنكر منهما شيئا؟
فقال الرضا: أنا مقر بنبوة عيسى وكتابه، وما بشر به أمته، وأقر به الحواريون، وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبكتابه، ولم يبشر به أمته.
قال الجاثليق: أليس إنما تقطع الأحكام بشاهدي عدل؟ قال: بلى، قال: فأقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ممن لا تنكره النصرانية، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا، فذكر له الرضا اسم يوحنا الديلمي من أصحاب المسيح عليه السلام.
فقال الجاثليق: بخ بخ، ذكرت أحب الناس إلى المسيح.
قال الرضا: فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل أن يوحنا، قال: إن المسيح أخبرني بدين محمد العربي، وبشرني به، أنه يكون بعده، فبشرت به الحواريين فآمنوا به؟
قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح، وبشر بنبوة رجل، ولم يخلص متى يكون ذلك، ولم يسم لنا القوم فنعرفهم، ثم قرأ له الرضا من الإنجيل المقاطع التي ذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم، واستحلفه قائلا: ما تقول يا نصراني؟ هذا قول عيسى بن مريم، فإن كذبت ما ينطق به الإنجيل، فقد كذبت موسى وعيسى عليهما السلام، ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل، لأنه تكون قد كفرت بربك ونبيك وكتابك، فأقر بذلك الجاثليق().
وذكر أن الرضا قال في موضع آخر: يا نصراني، والله إنا لنؤمن بعيسى الذي آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وما ننقم من عيساكم شيئا إلا ضعفه، وقلة صيامه وصلاته، فقال الجاثليق: أفسدت والله علمك وضعفت أمرك، وما كنت ظننت إلا أنك أعلم أهل الإسلام، فقال الرضا: وكيف ذلك؟ قال الجاثليق: من قولك: إن عيسى كان ضعيفا، قليل الصيام، قليل الصلاة، وما أفطر عيسى يوما قط، ولا نام بليل قط، وما زال صائم الدهر قائم الليل. قال الرضا: فلمن كان يصوم ويصلي؟ فسكت الجاثليق().

حوارات في عهد ملوك التتار.

هذه الحوارات كانت عبارة عن ندوات تجرى برعاية ملوك وأمراء التتار، وذلك لما أراد هؤلاء التحول عن ديانتهم الوثنية القديمة المعروفة بالديانة الشامانية إلى ديانة أخرى، فكان كل المتحاورين من البوذيين والمسلمين والمسيحيين يتنافسون على كسب التتار لاعتناق ديانتهم().
وأهم تلك الحوارات:

الحوار الذي جرى أمام الملك كيوك خان (ت 1248).

كان الدافع لهذا الحوار، كما يروى، الحسد الذي كان يحمله الرهبان والقساوسة البوذيون والمسيحيون تجاه دعاة المسلمين في مملكة كيوك خان، فطالبوا الملك بإجراء بعض الحوارات أمامه ليظهروا كذب ادعاءات المسلمين، فوافقهم على ذلك، وأحضر بعض علماء المسلمين لمناظرتهم أمامه، وكان منهم الشيخ نور الدين الخوارزمي.
ودار الحوار حول صحة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته، وسلوكه في حياته، مع موازنة بينه وبين حياة غيره من الأنبياء عليهم السلام، ولما كانت أدلة الرهبان والقساوسة وبراهينهم ضعيفة، تحولوا إلى السخرية والاستهزاء والطعن والاحتقار للشيخ نور الدين ومن معه، وقاموا بضربه أمام الإمبراطور، ولم تسفر تلك الحوارات على نتيجة عملية().

الحوار الذي جرى أمام الملك بركة خان (ت1267م).

كان مجلس بركة خان يعج بالعلماء من كل الملل والنحل، فكانت الحوارات الدينية خاصة بين المسلمين والمسيحيين تشغل أكثر مجالسه، وقد جرت هذه الحوارات على شكل موازنات بين الديانتين الإسلامية والمسيحية.
وكان السلوك العملي للمسلمين هو الحافز الأول على ميل بركة خان وجنوده إلى الإسلام، حيث شاهد جنود التتار أعمال الصليبيين الدموية في بلاد الشام، فأثار ذلك اشمئزازهم من المسيحيين، وبخاصة تلك المظالم التي كان الصليبيون ينزلونها في الأبرياء والضعفاء، مقابل تسامح المسلمين ورحمتهم، وكانت نتيجة تلك الحوارات، إسلام الملك بركة خان، وهو أول ملوك التتار إسلاما.

الحوار الذي جرى أمام الملك أكبر المغولي في الهند.

طلب الملك أكبر المغولي من علماء المسلمين ورهبان المسيحيين أن يقدم كل منهما شرحا لمذهبه ودينه، وأن يواجه أتباع كل دين الطرف الآخر.
ولما كان اهتمام المسيحيين بالهند كبيرا جدا، لم يشأ رهبان وقساوسة الهند أن يواجهوا المسلمين وحدهم، فسافر مندوبون عنهم إلى روما وفرنسة وإسبانية، وأعدوا لهذا اللقاء حشدا كبيرا من اليسوعيين والفرنسيسكان الكاثوليك، وكانت آمالهم في تنصير المغوليين كبيرة، تبعا لتنصير ملكهم الذي طلب هذا الحوار. ولما تلاقى الطرفان كان الحشد الذي حضر لشهود هذا الحوار حشدا هائلا من مختلف الديانات، وهي كثيرة في الهند، وابتدأ الملك أكبر المغولي بإلقاء أسئلته، وتلقى إجاباتها من كلا الطرفين، ثم تركهما ليواجه كل منهما الآخر، وفي نهاية الحوار أعلن الملك أكبر المغولي إسلامه، وقال إنه يعتقد أن الإسلام هو الدين الصحيح.

الحوار بين الشيخ رحمه الله الهندي() والقسيس فندر الإنجليزي.

عندما تمكن الاستعمار الانجليزي من بلاد الهند، بدأ يشجع البعثات التبشيرية للقيام بعمليات التنصير في أنحاء الهند، وكان أحد هؤلاء القسيسين النشيطين قسيسا انجليزيا يدعى «فندر»، وكان يعتمد في التبشير على عقد حلقات عامة واحتفالات جماعية في مدن الهند وقراها، تلقى فيها الخطب والمواعظ التي تهاجم الإسلام وعقيدته، وتحتقر المساجد والمدارس الدينية، وكان علماء الهند آنذاك بعيدين عن معرفة المسيحية ومصادرها وتاريخها وتطورها، نظرا لانشغالهم بالعلوم الشرعية، وبعض كتب الفلسفة اليونانية المترجمة وبحوث علم الكلام والفقه إلى أن هب الشيخ رحمه الله الهندي فقام بدراسة المسيحية والتعمق فيها، ليرد على الهجمات التبشيرية ضد الإسلام والمسلمين، وقد ساعده في ذلك طبيب اسمه محمد وزير خان من مدينة أكبر أباد الهندية، تخرج في لندن، وأحضر معه كتبا كثيرة عن المسيحية وتاريخها وعقائدها، الأمر الذي ساعد الشيخ رحمه الله في مواجهة القسيس فندر، وكان هذا الأخير قد ألف كتابا بعنوان: «ميزان الحق»، ضمنه مجموعة من الطعون على الإسلام وعقيدته والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان دائما يفتخر بأنه من العسير على علماء المسلمين معارضته والرد عليه، وتمثلت ادعاءات القسيس فندر في المواضيع التالية():
– إن ادعاء القرآن الكريم بأن في التوراة والإنجيل تحريفا، وأن اليهود هم الذين قاموا بهذا التحريف، هو ادعاء باطل.
– إن بعض آيات القرآن الكريم منسوخة، وإن النسخ دليل على أن القرآن الكريم ليس من عند الله تعالى، لأن أحكامه بهذا قابلة للتبديل والتعديل.
– محاولة البرهنة على صحة اعتقاد المسيحية بالتثليث، ومهاجمة عقيدة التوحيد في الإسلام.
– الادعاء بأن القرآن الكريم هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وليس هو كلام الله تعالى، والتشكيك في طريقة جمعه وتواتره.
– إنكار نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء عليهم السلام.
لأجل هذا حرص الشيخ رحمة الله الهندي على أن يكون الحوار بينه وبين فندر علنا على مشهد ومسمع الجماهير المسلمة، والمسيحية وغيرها، وأمام إصرار الشيخ رحمة الله عقد الحوار في شهر رجب عام 1270هـ الموافق لـ: 10/04/1845م في مدينة أكبر أباد، وهي إحدى مديريات الولايات الشمالية الرئيسية، التي كانت مسرحا لنشاط تبشيري كبير، في حي من أحيائها الذي أطلق عليه اسم حي عبد المسيح، وقد حضر الحوار عدد كبير من المسؤولين في المدينة، وأعيانها من المسلمين والمسيحيين والهنود والسيخ، إضافة إلى جموع هائلة من الجماهير من كل الملل والأديان().
وقبل بدء الحوار اتفق الطرفان على أن يدخل المنهزم منهما طوعا في دين المنتصر، ويترك دينه، واستمر الحوار يومين فقط، انتصر فيها الشيخ رحمة الله، وأثبت في اللقاء الأول باعتراف القسيس فندر نفسه وقوع التحريف في ثمانية مواضع من الإنجيل، لكن القسيس فندر لم يتابع الحوار، وغادر المدينة سرا في اليوم الثالث، الأمر الذي شجع المسلمين ورفع معنوياتهم عاليا، فقاوموا الحركة التبشيرية في بلادهم، ولكن الاستعمار الإنجليزي تسلط عليهم، وأساء معاملتهم، قتلا وتعذيبا وتشريدا، حيث كان نصيب الشيخ رحمة الله من ذلك كبيرا، فاضطر إلى مغادرة الهند إلى مكة المكرمة، حيث أقام مدرسا في الحرم الشريف().

حوارات الشيخ أحمد ديدات.

يعتبر الشيخ أحمد ديدات أحد أبرز علماء الإسلام المعاصرين العارفين بالكتاب المقدس ومن أشهر المحاورين للمسيحيين؛ عقد العديد من اللقاءات الحوارية في أماكن متفرقة من العالم بلغ عددها اثنين وثلاثين حوارا في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإيرلندا وكندا وهونغ كونغ وسنغافورة والهند وزيمبابوي وموريتانيا وملاوي وفي جنوب أفريقيا بلده الأصلي().
وكان السبب الرئيس الذي دفع الشيخ ديدات إلى دراسة المسيحية وتعميق اطلاعه بأناجيلها ما كان يلاقيه وزملاءه من المسلمين من الاحتقار والسخرية والإساءة إلى الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم من قبل الطلاب المسيحيين الذين كانوا يدرسون بإحدى كليات اللاهوت التي أقامتها البعثات التبشيرية في جنوب أفريقيا، فعكف الشيخ ديدات على البحث في الإنجيل حتى يستطيع الرد على افتراءات المسيحيين().
ومن أشهر الحوارات التي أجراها الشيخ ديدات():
– حواره مع المبشر الأمريكي الشهير القس «جيمي سويجارت» في جامعة لويزيانا بالولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ: 13 نونبر 1986م، بحضور أكثر من عشرة آلاف من المسلمين والمسيحيين وغيرهم،
وكان موضوع هذا الحوار: هل الإنجيل كلمة الله؟().
– حواره مع «بول فندلي» عضو الكونغرس الأمريكي سابقا في جمهورية جنوب أفريقيا، الذي ألقى محاضرة بعنوان: هل أقيمت إسرائيل من أجل التدمير؟ فأعقبه الشيخ ديدات بإلقاء محاضرة بعنوان: العرب وإسرائيل، شقاق أم وفاق؟
– حواره مع القس «أنيس شوروش»؛ وهو صهيوني الاتجاه مسيحي الديانة فلسطيني الجنسية، حاوره في قاعة أرينا في مدينة برمنجهام البريطانية بتاريخ 7 غشت 1988م، وكان موضوع الحوار هو: الكتاب المقدس، هل هو كلام الله؟ وقد حضر هذه المحاورة عدة آلاف من المسلمين والمسيحيين.
ولقد كان الشيخ ديدات يعتمد في حواراته أسلوبا يعتمد على تفنيد حجج الطرف المحاور بالبراهين القوية والأدلة الدامغة، معتمدا في ذلك كله على نصوص القرآن الكريم والكتاب المقدس وشروحهما، كما كان اعتماده على كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله الهندي واضحا، نظرا للتشابه الكبيربين القضايا التي يعرضها الكتاب والموضوعات التي يثيرها محاورو الشيخ ديدات().
وكان لحوارات الشيخ أحمد ديدات أثر كبير على المسلمين والمسيحيين الذين اطلعوا على تلك الحوارات، وكانت النتيجة إسلام عدد كبير من المسيحيين في مختلف بقاع العالم، كما أعطت المسلمين دفعة قوية وثقة أكبر في صحة دينهم، وقدرة على مواجهة كل الاعتراضات التي يثيرها الآخرون حول الإسلام شريعة وعقيدة().

خاتمــــة:

إن دراسة الحوار الإسلامي المسيحي من خلال نماذج المقترحة التي شهدها التاريخ الإسلامي، مكنت من التوصل إلى مجموعة من الاستنتاجات أهمها:
ـــ طبيعة الدعوة الإسلامية تستدعي سلوك منهج الحوار في التعامل مع المسيحيين.
ـــ إظهار الحق يقتضي الحوار مع الآخر المسيحي للدفاع عن العقيدة الإسلامية، ورد الشبهات.
ـــ الوجود المسيحي بالمناطق المفتوحة واحتكاكهم بالمسلمين فرض إجراء حوارات حول قضايا خلافية.
ـــ إبراز نموذج المحاور المسلم وما يتحلى به من أخلاق عالية، أسهمت في تقبل دعوة الإسلام من طرف المحاور المسيحي.
ـــ الحوار أفضل منهج للتعايش بين المسلمين والمسيحيين.
لائحة المصادر والمراجع:
ـــ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم.
ـــــ أحمد حجازي السقا، المناظرة الحديثة في علم مقارنة الأديان بين ديدات وسويجارت، مكتبة زهران، القاهرة، د.ط.، 1988م.
ـــــ أحمد ديدات، المسيح في الإسلام، ترجمة محمد مختار، دار المختار الإسلامي، القاهرة، د.ت.، د.ط.
ـــــ أحمد ديدات، هل الكتاب المقدس كلام الله؟ ترجمة إبراهيم خليل أحمد، دراسة نجاح الغنيمي، دار المنار، القاهرة، الطبعة الأولى، 1989م.
ــــ أحمد ديدات، هل المسيح هو الله؟ وجواب الإنجيل على ذلك، ترجمة محمد مختار، دار المختار الإسلامي، القاهرة، د.ت.، د.ط.
ـــــ عجك بسام، الحوار الإسلامي المسيحي، دار قتيبة، بيروت، ط:2، 2008م/1429هـ..
ـــــ أرنولد توماس، الدعوة إلى الإسلام، ترجمة: حسن إبراهيم حسن وعبد المجيد النحراوي وإسماعيل النحراوي، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط:3، 1971م.
ــــ عبد الرحمن بن خلدون، تاريخ ابن خلدون، دار الكتب العلمية، ط:2، 2003م/1424هـ.
ــــ عبد الله (السيد) الهندي، وقائع المناظرة التي جرت بين الشيخ رحمة الله الهندي والقسيس فندر الإنكليزي، ترجمة رفاعي الخولي الكاتب، دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة الأولى، 1996م/1417هـ.
ـــــ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، بيروت، الطبعة الثانية، 1983م.
ــــ محمد بن أحمد (شمس الدين) الذهبي، سير أعلام النبلاء، دار الكتب العلمية، بيروت، ط:1، 2004م/1425هـ.
ـــــ محمد بن أحمد القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية، القاهرة، الطبعة الثانية، 1384ه/1964م.
ـــ محمد بن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك، دار التراث، بيروت، الطبعة الثانية، 1387ه.
ــــ محمد (أبو علي) بن محمد المسكوني، عيون المناظرات، تحقيق سعد غراب، منشورات الجامعة التونسية، كلية الآداب، تونس،1976م.
ــــ محمد سعيد رمضان البوطي، الجهاد في الإسلام، الإسلام والغرب، دار الفكر المعاصر، بيروت.
ــــ مصطفى السباعي، السيرة النبوية؛ دروس وعبر، دار الوراق، بيروت، ط:4، 2002م/1422هـ.
∗∗∗∗∗∗∗∗∗
ــــ مجمع اللغة العربية، جمهورية مصر العربية، المعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، القاهرة، ط:4، 2004م/1425هـ.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.