ضمن منشوراته للموسم العلمي: 2020 – 2021، يسر مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد) أن يضع بين أيدي القراء والباحثين والمهتمين كتابا جديدا من إصداراته لهذا الموسم، تحت عنوان: “تغيير المنكر فيمن زعم حرمة السكر”. وهو مؤَلف تراثي مفيد، يكتسي أهميته من عدة وجوه:
– من حيث طرافة موضوع الذي انصب على معالجة سؤال مرتبط بالواقع المعيش للمغاربة إبان القرن الثالث عشر الهجري، يتعلق بمدى حِلِّيَّةِ تناول السكر الرومي المشكوك في خلطه بالدم أثناء صنعه، والموجه للعلامة الشفشاوني، صاحب التأليف. وقد تم تعزيز وتذييل هذه الرسالة بجرد لمؤلفات وفتاوى العلماء المغاربة في موضوع تناول السكر الرومي، مع إيراد نماذج من تلك الفتاوى محققة، ممثلة في: “تحفة السائل الأقب في بيان الحكم في سكر القالب” لمحمد العربي الزرهوني المتوفى سنة 1260ه/1844م، و”المستصفى في حلية السكر المصفى” لمحمد بن عبد السلام الناصري المتوفى سنة 1239ه/1823م.
– من حيث المصنِّف أبي الربيع سليمان بن محمد الحوات الشفشاوني (1160 – 1231ه)، ذي التآليف الغزيرة، ومنها سيرته الذاتية: “ثمرة أنسي في التعريف بنفسي”، الطافحة بالمعلومات التاريخية والاجتماعية القيمة، و”البدور الضاوية في التعريف بالسادات أهل الزاوية الدلائية”، وغيرها. وهو واحد من جلة علماء المغرب، وقد حُلِيَ بكونه: “لسان الأدباء، وتاج الأذكياء البلغاء، نقيب الأشراف ودوحة الإنصاف، إليه انتهت الرئاسة في الأدب والمهارة في علوم العربية واللغة وأيام العرب”.
– من جهة المحقق، وهو الطالب الواعد المجد، الأستاذ امحمد رحماني، الذي اختار أن يجعل من هذا التحقيق مادة لرسالته لنيل الماستر في الدراسات الإسلامية، تخصص: “فقه المهجر”، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، تحت إشراف الدكتور الفاضل نور الدين قراط، خلال الموسم الجامعي الفارط.
وتبقى فوائد تحقيق جزء من تراث أسلافنا هدف نبيل، ومهمة مشتركة، وأمانة تطوق رقاب الباحثين المغاربة لنفض غبار النسيان عنها، وإتاحة مضامينها للعموم.