الأسس المرجعية للقيم في الشريعة الإسلامية
ملخص:
تكتسي التربية على القيم والأخلاق أهمية قصوى في المجتمعات الإنسانية كلها، بغض النظر عن دينها وثقافتها، لأنها من مرتكزات الحياة الإنسانية، ولذلك فإن سقوط الأمم والحضارات غالبا ما يرجع إلى انهيار أخلاقها، فهي الضامنة لتنشئة الفرد تنشئة سليمة متوازنة، تجعل شخصيته منفتحة ومتفاعلة، دون انسلاخ أو ذوبان، وهي الضامنة لوحدة المجتمع وتجانسه وتماسكه. ولذلك أولى الإسلام عناية خاصة للقيم والأخلاق، وأعطاها مكانة فريدة لم يعطها لها دين من الأديان، ولا مذهب من المذاهب.
إلا أنه، وبفعل العولمة والغزو الثقافي العابر للقارات، أصبحت المجتمعات الإسلامية تعيش انتكاسة قيمية وأخلاقية، تجعلنا نقول إننا بحق أمام أزمة قيم، مما يدفعنا مرة أخرى لطرح سؤال المرجعية؟.
فمادام لكل مجتمع قيمه التي تحفظ تماسكه ووحدته، ومن خلالها يحكمون على سلوكات أفراده بالقبول أو الرفض، بالحسن أو القبح، فإن الأسس المرجعية التي تستقى منها هذه القيم في المجتمعات الإسلامية، والتي تضمن وحدتها وانسجامها من غير انغلاق ولا انسلاخ، يمكن إجمالها في: الوحي قرآنا وسنة، والفطرة السليمة.
Abstract:
Education of values and ethics is of paramount importance in all human societies, regardless of their religion and culture, because they are the foundations of human life. Therefore, the fall of nations and civilizations is often due to the collapse of their morals. Which is the guarantor of the unity, homogeneity and cohesion of society. it guarantees as well the individual’s good up bringing and education the fact that makes his personality open minded and balanced
Therefore, Islam gave special attention to values and ethics, and gave it a unique position that was not given to it by religion of religions, nor doctrine of doctrines.
However, with globalization and intercontinental cultural invasion, Islamic societies are living a moral setback, which makes us say that we are right in the face of a crisis of values, which once again prompts us to ask the question of reference.
As long as each society has its own values that preserve its unity, and through which they judge the behavior of its members with acceptance or rejection, good or ugly, the reference bases from which these values are derived in Islamic societies and which guarantee their unity and harmony without being closed or insulated can be summed up in: Revelation Quran and Sunnah, and common sense.
مقدمة:
في ظل التحولات القيمية الكبرى التي يشهدها العالم، وأمام عولمة كاسحة باتت معها الأفكار عابرة للقارات، يراد من خلالها تنميط القيم – قيم الغالب – وفرضها على الأخر، دون مراعاة للخصوصية الثقافية والقيمية. فقد أصبحت القيم الغربية تغزو مدارسنا وبيوتنا وإعلامنا – في اللباس ونوع الحلاقة، والعلاقات الاجتماعية…. – مما يجعل قيمنا مهددة في عقر دارنا، الشيء الذي يجعلنا نقول بحق “إننا نعيش اليوم، وعلى الصعيد العالمي، أزمة انهيار نظم القيم بسبب التغيرات الكبيرة التي أصابت بنى المجتمعات، وأنماط الانتاج، وسيولة المعلومات، وهياكل العلاقات الأسرية والاجتماعية والدولية، ومضامين وأشكال القوانين التي باتت تنظم كل ذلك، مما زج بالإنسان المعاصر في أنواع متعددة من المعاناة، كالإحباط، وخيبة الأمل، والإحساس بالاغتراب، والشعور بالضعف…”[1].
وبلداننا الإسلامية ليست بمنأى عن هذه الأزمة، لا على المستوى الاجتماعي، حيث انتشار الظلم، الفساد، الجريمة، المخدرات، الغش، الرشوة، والخيانة …إلخ، في جميع المجلات، وعلى جميع الأصعدة؛ السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية وغيرها.
ولا على المستوى التربوي، حيث انتشار الممارسات اللامدنية، والظواهر المنافية للمواطنة في المدارس والجامعات: من قبيل الغش، والإضرار بالممتلكات العامة وبالبيئة، وبعض أشكال العنف، وغيرها من السلوكات التي تثبت العديد من الدراسات تزايد انتشارها في المجتمع، وفي بعض المؤسسات التعليمية[2].
ومن هنا تبرز أهمية الاهتمام بمنظومة القيم باعتبارها من أهم مرتكزات المجتمع، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وتبرز معها إشكاليات المرجعية التي تستقى منها هذه القيم، وهو ما تجيب عنه هذه المداخلة التي ارتأيت أن أقسمها إلى مقدمة ومبحثين وخاتمة:
المبحث الأول: مفهوم القيم وأهميتها في المجتمع:
أولا: مفهوم القيم لغة واصطلاحا:
القيّم في اللغة: جمع قيمة، والقِيمة: ثمن الشّيء بالتّقويم[3]، وَقَوَّمَ السِّلْعَةَ تَقْوِيمًا. وَالِاسْتِقَامَةُ: الاعْتِدَالُ. وقَوَّمْتُه: عَدَّلْتُه، فَهُوَ قَوِيمٌ ومُسْتَقِيمٌ، يُقَالُ: اسْتَقَامَ لَهُ الْأَمْرُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ}[فصلت:6] أَيْ فِي التَّوَجُّهِ إِلَيْهِ دُونَ الْآلِهَةِ. وَقَوَّمَ الشَّيْءَ تَقْوِيمًا فَهُوَ قَوِيمٌ: أَيْ مُسْتَقِيمٌ. وَقَوَامُ الرَّجُلِ أَيْضًا: قَامَتُهُ وَحُسْنُ طُولِهِ. وَقِوَامُ الْأَمْرِ بِالْكَسْرِ: نِظَامُهُ وَعِمَادُهُ[4]. وقيِّمُ القومِ: الَّذِي يقوِّمهم ويَسُوسُ أمرَهم[5].
أما في الاصطلاح: فإنه لما كانت القيم تدخل في مجالات متعددة وحقول معرفية متنوعة، فإنه يختلف ويتنوع مدلولها ومفهومها حسب مجال أو حقل الدراسة.
فقد عرفت القيم في مجال علم النفس الاجتماعي بأنها “معيار اجتماعي ذو صفة انفعالية قوية تتصل بالمستويات الخلقية التي تقدمها الجماعة، ويمتصها الفرد من بيئته الاجتماعية والخارجية، ويقيم منها موازين يبرر بها أفعاله وتتخذها هاديا ومرشدا”[6].
وفي المعجم التربوي القيم هي: “مجموعة من القواعد والمقاييس الصادرة عن جماعة ما، ويتخذونها معايير للحكم على الأعمال والأفعال، ويكون لها قوة الالتزام والضرورة العمومية، ويعتبر أي خروج عنها بمثابة انحراف عن الجماعة ومُثلها”[7].
وذهب عبد المجيد الهاشمي إلى أن القيم هي: “مجموعة من التنظيمات النفسية وأحكام فكرية وانفعالية يشترك فيها أشخاص بحيث تعمل تلك التنظيمات في توجيه دوافع الأفراد ورغباتهم في الحياة الاجتماعية لخدمة أهداف محددة تسعى لتحقيقها تلك الفئة”[8].
في حين عرفها الدكتور ماجد عرسان الكيلاني بقوله: “القيم محطات ومقاييس تحكم بها على الأفكار والأشخاص والأشياء والأعمال والموضوعات والمواقف الفردية والجماعية من حيث حسنها وقيمتها، أو من حيث سوءها وعدم قيمتها وكراهيتها، أو في منزلة معينة بين هذين الحدين”[9].
هذا التعريف وإن كانت مرجعيته الفلسفة الإسلامية إلا أنه لم يخرج عما سبق من التعاريف الأخرى، فرغم اختلاف مشارب واتجاهات هذه التعاريف إلا أنها ذات مدلولات متقاربة، فهي تشترك في كون القيم هي مجموعة من القوانين والمقاييس النابعة من الجماعة، والتي تعتبر معيارا لتوجيه سلوكات وتصرفات الأفراد والجماعات وضبطها، والحكم عليها بالقبول أو الرفض، بالحسن أو القبح، وكل خروج عنها يعتبر خروجا عن قيم الجماعة ونظامها.
وأما في الفكر الإسلامي فإن جابر قميحة يرى أن القيم الإسلامية هي: “مجموعة الأخلاق التي تصنع الشخصية الإسلامية وتجعلها متكاملة، قادرة على التفاعل الحي مع المجتمع، وعلى التوافق مع أعضائه، وعلى العمل من أجل العقيدة والنفس والأسرة والعقيدة”[10].
كما يعرفها محمد محمود الخوالدة بأنها: “مجموعة النسق القيمي الأخلاقي التي حددها القرآن الكريم كمعايير للسلوك الإنساني في إطار الخير أو الشر، أي تحديد قرب هذا السلوك أو بعده عن المثل العليا التي تمثل المحكات الأساسية للأخلاق في المجتمع الإسلامي”[11].
أما الدكتور أحمد مهدي عبد الحليم فيرى أن مفهوم القيمة يشير إلى: “حالة عقلية ووجدانية، يمكن تعرفها في الأفراد والجماعات والمجتمعات من خلال مؤشرات، هي المعتقدات والأغراض والاتجاهات والميول والطموحات والسلوك العملي”[12]. وهذا التعريف وإن كان يبدو فيه الجمع بين المتناقضات كالجمع بين الحالة العقلية والوجدانية، إلا أنه تعريف ذو مرجعية إسلامية يكون فيها التطابق بين العقل والوجدان، حيث نور العقل يشع من القلب، وهذا واضح في قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها} [الحج:44].
فالقيم عموما هي مجموع الفضائل والأخلاق الموجهة لسلوك الأفراد والجماعات، والضامنة للمجتمع تجانسه وتماسكه ووحدته.
ثانيا: أهمية القيم في المجتمع:
تكتسي التربية على القيم والأخلاق أهمية قصوى في المجتمعات الإنسانية كلها، بغض النظر عن دينها وثقافتها، لأنها من مرتكزات الحياة الإنسانية، ولذلك فإن سقوط الأمم والحضارات غالبا ما يرجع إلى انهيار أخلاقها كما قرر ذلك مؤرخ المغرب العلامة ابن خلدون في مقدمته[13]، ولهذا قال أحمد شوقي عن أهمية الأخلاق في حياة الأمم والشعوب:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…………….فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه…………..فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
إذا أصيب القوم في أخلاقهم…………… فأقــــــم عليهم مأتما وعويــــــــــلا
فالقيم إذن تكتسي أهمية كبرى في الحياة الإنسانية، بل إنها الضابط والمحدد للسلوك الفردي والجماعي.
فعلى المستوى الفردي: هي الضامنة لتنشئة الفرد تنشئة سليمة متوازنة، تجعله معتزا بهويته ووطنه، متفاعلا مع محيطه ومجتمعه، منفتحا على العالم من حوله، دون أن ينسلخ من مبادئه وثقافته.
وعلى المستوى الجماعي: فالقيم هي الضامنة لوحدة المجتمع وتجانسه وتماسكه، بما هي قيم مشتركة تحكم سلوك أفراده[14].
ولقد أولى الإسلام عناية خاصة للقيم والأخلاق، وأعطاها مكانة فريدة لم يعطها لها دين من الأديان، ولا مذهب من المذاهب، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حصر مهمته في إتمام مكارم الأخلاق فقال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)[15]، بل وجعل حسن الخلق معيار كمال الإيمان في الدنيا، فقال: «إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وألطفهم بأهله»[16]، ومعيار القرب منه يوم القيامة حيث قال: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون» ، قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: «المتكبرون»[17]. لذلك احتلت القيم أهمية كبيرة في حياة المسلمين، في معاملات، وعباداتهم، وفي كل المجالات والعلاقات؛ علاقتهم بخالقهم، وبأنفسهم، وبالآخرين، وفي كل مجالات الحياة: الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها.
ونظرا لهذه الأهمية، وجدنا علماء الأمة – منذ القدم – قد اعتنوا أيم اهتمام بهذا الموضوع وألّفوا فيه كتبا خاصة، ككتاب “مكارم الأخلاق” لابن أبي الدنيا (ت:281هـ)[18]، و “مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها” لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي(ت:327هـ)[19]، و “مكارم الأخلاق” للطبراني (ت:360هـ). ولازالت الكتابة فيه متجدد بتجدد الحياة، وبقدر ما أحدث الناس من فجور.
وبالفعل وبقدر ما أحدث الناس من فجور في هذا العصر، وبفعل العولمة والغزو الثقافي العابر للقارات، أصبحت المجتمعات المعاصرة تعيش انتكاسة قيمية وأخلاقية، تجعلنا نقول بحق إننا نعيش اليوم أزمة قيم، لا في المجتمعات العربية والإسلامية فحسب، وإنما على الصعيد العالمي كله.
ونظرا لهذا التردي الأخلاقي في جميع المستويات، وعلى كل الأصعدة، بدأت تتعالى أصوات المهتمين بالقيم ومكارمها، من علماء ومفكرين ورجال التربية، تنادي بالعودة إلى القيم والأخلاق، وإعادة النظر في تربية العنصر البشري بما ينسجم مع جوهر وجوده، ولذلك وجدنا بأن الدول التي تمثل اليوم قوى صاعدة مثل كوريا الجنوبية واليابان وسنغفورة وماليزيا وغيرها، هي التي استثمرت في الرأسمال البشري، وفي تكوين المواطن المؤهل المتشبع بقيم المواطنة وبثقافة الحقوق والواجبات، وجعلت همّها تربية الإنسان ولا شيء غير التربية.
وإذا كان الإنسان هو محور الحياة، فإن مدار النظام التربوي في أي مجتمع من المجتمعات ينبغي أن يهدف إلى الارتقاء به وتأهيله. وإن أي تغيير للنُّظم والهياكل إذا لم يصحبه ويسايره تغيير للإنسان في جوهره، فهو مضيعة للوقت في دوامة التجارب الفاشلة ليس إلا. ومن ثمّ تظهر أهمية التربية على القيم، وتظهر معها أهمية المؤسسات المعنية بذلك، وفي مقدمتها المدرسة والأسرة.
المبحث الثاني: الأسس المرجعية للقيم في الشريعة الإسلامية
إذا كان لكل مجتمع قيمه التي تحفظ تماسكه ووحدته، فإن ذلك راجع إلى وحدة الأسس المرجعية التي تستقى منها هذه القيم، ومن ثم كانت القيم في المجتمعات الإسلامية تستقى من أصول مرجعية موحدة، يمكن إجمالها في:
الأساس الأول: الدين الإسلامي: يعد الدين الإسلامي المصدر الأول للقيم في البلاد الإسلامية، وبالتالي فهو المحدد للقيم والأخلاق التي يجب أن تؤطر سلوك المسلم. ولا يمكن تصور أي قيمة ولا فهمها خارج هذا الإطار، فالقيم الكونية المشتركة من حرية ومساواة وقيم حقوق الإنسان وغيرها إنما نفهمها فهما سليما يتماشى مع الخصوصية الإسلامية، ومن ثمّ كان القرآن الكريم والسنة النبوية والسيرة العطرة هي مصدر الحكم على الأشياء بالقبول أو الرفض، بالحُسن أو القبح، بالحلِّ أو الحرمة، ولذلك يجب أن يكون من الأهداف العامة لمناهج التربية والتعليم: ترسيخ عقيدة التوحيد وقيم الإسلام، وتثبيتها في نفوس المتعلمين انطلاقا من القرآن الكريم والسنة النبوية والسيرة العطرة:
أ- القرآن الكريم: يحتل القرآن الكريم الصدارة في التربية على القيم، فهو كتاب أخلاق بالدرجة الأولى، ولذلك كان ثناء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها أخلاق القرآن فقالت: “كان خلقه القرآن”، وأثنى عليه ربه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم:4]. فمُنزّل القرآن الكريم هو نفسه خالق الإنسان، وهو أعلم بخوالج نفسه وما يصلحه، ولذلك فهو كتاب إصلاح وهداية، وتربية وتعليم، ينظم حياة الناس في معاشهم وعلاقاتهم ومعاملاتهم، اتجاه خالقهم، واتجاه بعضهم، واتجاه محيطهم، فلا تخلو آية من آياته من توجيه وتربية وتعليم، ولنقف على سبيل المثال مع سورة الحجرات، التي سماها العلماء بسورة الأخلاق، وهي تعالج قضايا الأخلاق، بأسلوب بلاغي رائع، بالغ الدقة والإبداع، يأخذ بلب القارئ والمستمع، ويجعله يتتبع هذه الأخلاق ويتفاعل معها، أمرا ونهيا، فمن التأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى التثبت من الأخبار، إلى الابتعاد عن التجسس والغيبة والتنابز وسوء الظن وغيرها من القيم الذميمة التي تعود بالضرر على المجتمع وتمزق وحدته، لتنتقل بعد ذلك إلى الدعوة إلى قيم التعاون والتعارف بين الأمم والشعوب، وتذكيرهم بوحدة الأصل الإنساني. ولنقف مع هذا المقطع ونتأمل فيه، قال تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ، وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ. وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ، وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ، بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ، وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ، إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ. وَلا تَجَسَّسُوا، وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ. ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:10-13].
وانظر إلى هذه الآيات وهي تحض على مكارم الأخلاق فتأمر بالعدل والإحسان إلى ذوي القربى والمحتاجين، وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90]، وقال أيضا: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:58]. إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ما يدعو إليه القرآن الكريم من مكارم الأخلاق، حتى إن الإمام الغزالي قد ذكر “أن ما يقرب من ربع آيات القرآن الكريم تتعلق بالأخلاق وحدها، وصنف الآيات التي تتعلق بالأخلاق في القرآن إلى قسمين: قسم يتصل بالأخلاق النظرية وعدد آياته 764 آية قرآنية، وقسم ثان يتصل بالأخلاق العملية والسلوك وعدد آياته 741 آية قرآنية، ومجموع آيات هذين القسمين معا 1504 آيات تمثل في مجملها ربع آيات القرآن تقريبا”[20]. ولذلك ينبغي أن نربط الناشئة بالقرآن الكريم، حفظا وتعليما وتعلما، وسلوكا وممارسة.
ب- السنة النبوية: وهي المصدر الثاني لتشريع القيم عند المسلمين، فأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها توجيه وتربية وتعليم، فتلك من أهم وظائفه عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الجمعة:2]، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا»[21]، وعند الترمذي: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا»[22]، ومن ذلك على سبيل المثال ترغيبه صلى الله عليه وسلم في أخلاق العدل والطهر والعفة وذكر الله وغيرها من قيم النبل في قوله: « سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ بعبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه»[23]. وفي الدعوة إلى الرفق ونبذ العنف قال لعائشة رضي الله عنها: «يا عائشة، ارفقي فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، ولا نزع من شيء قط، إلا شانه»[24]. وفي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف”[25]. وفي الأمر بالصدق والتحذير من الكذب قال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا»[26]. ومن ثمّ وجب أن نجعل السنة النبوية منبعا للقيم في مناهجنا وبرامجنا، وأن نربط الناشئة بمدرسة السلوك النبوي قولا وعملا.
ت- السيرة النبوية العطرة: إذا كان القرآن الكريم والسنة النبوية يشكلان الجانب النظري في صياغة القيم، فإن السيرة النبوية جاءت لتنزيلها على أرض الواقع، حتى لا تبقى نظريات مجردة، لذلك بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم ليبين للناس ما نزل إليهم بإعطاء النموذج التطبيقي والمثل الأعلى لأحكام القرآن وأخلاقه وقيمه في أكمل صورها، فسيرته عليه الصلاة والسلام كانت المنهاج التفصيلي للحياة، كان عليه الصلاة والسلام قرآنا يمشي بين الناس، أعطى الله تعالى به المثل ليحتدى، فمن لا مثالية له لا باعث له على العمل، قال الله تعالى: { لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب:21]. روى الأصبهاني عن عائشة رضي الله عنها قالت “ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال: لبيك، فلذلك أنزل الله عز وجل: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم:4]”[27]. وشهدت له بذلك زوجه خديجة رضي الله عنها يوم أن فزع من الوحي عند نزوله أول مرة فقالت له: “كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق”[28]. وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط، وما قال لشيء صنعته لم صنعته، ولا لشيء تركته لم تركته”[29]. فكان صلى الله عليه وسلم المثال العملي في الصدق، والأمانة، والرفق، والرحمة، واليسر، والتدرج، والحوار بالتي هي أحسن…إلخ.
ومن ذلك رفقه ورحمته وحلمه بالأعرابي الذي تبول في المسجد، روى الشيخان وغيرهما أن أعرابيا بال في المسجد، فثار إليه الناس ليقعوا به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوه، وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء، أو سجلا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين»[30].
ولمّا ذهب عليه الصلاة والسلام إلى الطائف، يدعوهم إلى الله، كان ردّهم شرّ ردّ، استهزؤوا به صلى الله عليه وسلم وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم، وضربوه بالحجارة حتى دمت قدماه الشريفة، فأرسل الله إليه ملك الجبال يستأذنه في أن يطبق عليهم الأخشبين، فكان رده صلى الله عليه وسلم: «بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا»[31].
وبعد فتح مكة قال لقريش – بعد الذي فعلوا به وبأصحابه -: “يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل فيكم؟” قالوا: خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”[32].
ومن ثم ينبغي أن تكون القدوة هي أهم آلية لنقل القيم إلى الناشئة، وذلك بتقديم المربين والمعلمين مثالا ناجحا مجسدا للقيم المراد تبليغها من خلال تصرفاتهم وسلوكهم اليومي، فلا يكفي تمكين المتعلمين من التصورات والمفاهيم النظرية حول القيم والأخلاق، بل ينبغي ترجمتها إلى سلوك عملي، وهو ما يمكن أن يصطلح عليه “بيداغوجيا القدوة”، فقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم بالقدوة الحسنة، وبالحال قبل المقال، قال الله تعالى: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ إسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}[الأحزاب:21]. وعليه وجب على مناهجنا التربوية أن تنهل من أساليبه صلى الله عليه وسلم في التربية والتعليم.
الأساس الثاني: الفطرة السليمة: ويمكن أن نسميه بالعقل السليم، فكل مولود يولد على الفطرة فتكون فطرته سليمة ما لم تلوث، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء» ، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: {فطرة الله التي فطر الناس عليها}[الروم:30][33]، فتكون هذه الفطرة مصدرا للقيم النبيلة التي جبل عليها الناس، فلذلك كانت قيم الحب والحرية والعدل ونبذ الظلم وغيرها من القيم الجميلة، كانت ومازالت قيما إنسانية مشتركة بين بني البشر على اختلاف مللهم ونحلهم، كانت منتشرة في المجتمعات غير الإسلامية قبل الإسلام وبعده، فجاء الرسول صلى الله عليه وسلم ليتممها ويزكيها، ويُعدِّل منها ما لحقه التحريف، وقد شارك عليه الصلاة والسلام في حلف الفضول ضد الظلم قبل الإسلام، وقال بعده: “لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى به في الإسلام لأجبت”[34].
وقد دلت أحاديث كثيرة على أن من الأخلاق والقيم ما هو فطري قد جبل عليه الإنسان، من ذلك: ما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا»[35]. ولذلك امتنع كثير من عرب الجاهلية عن شرب الخمر، مثل العباس بن مرداس، فقد قيل له: لم لا تشرب الخمر، فإنها تزيد في جراءتك؟ فقال: ما أنا بآخذ جهلي بيدي فأدخله في جوفي، ولا أرضى أن أصبح سيد القوم، وأمسي سفيههم[36].
وأخرج ابن عساكر وغيره عن أبي العالية الرياحيّ، قال: قيل لأبي بكر الصديق في مجمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل شربت الخمر في الجاهلية؟ فقال: أعوذ بالله، فقيل: ولِمَ؟ قال: كنت أصون عرضي، وأحفظ مروءتي، فإن من شرب الخمر كان مضيعا في عرضه ومروءته[37].
وروى مسلم أن المستورد القرشي قال عند عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس»، فقال له عمرو: أبصر ما تقول، قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لئن قلتَ ذلك، إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كَرَّة بعد فرَّة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك”[38]. وهذا كله يدل على أن الفطرة مصدرا للقيم والاخلاق النبيلة.
وإذا كانت هذه هي الأسس المرجعية للقيم الإسلامية، فإنها حتما تتسم بما تتسم به هذه الأسس من الخصائص، فالقيم الإسلامية: قيم ربانية، فطرية، شاملة، مرنة، واقعية، عقلانية، إنسانية، وعالمية.
خاتمة:
خلصت في ختام هذا البحث إلى:
- أن القيم الإسلامية هي مجموع الأخلاق والفضائل التي تصنع شخصية المسلم وتجعله قادرا على التفاعل الحي مع المجتمع، وعلى التوافق مع أعضائه، وتحكم على سلوكه بالقبول أو الرفض، بالحسن أو القبح.
- أن القيم لها أهمية قصوى في الحياة الإنسانية، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي: فهي الضامنة لتنشئة الفرد تنشئة سليمة متوازنة، تجعل شخصيته منفتحة ومتفاعلة، دون انسلاخ أو ذوبان. وهي الضامنة لوحدة المجتمع وتجانسه وتماسكه.
- أن مصدر هذه القيم في المجتمعات الإسلامية هو الدين الإسلامي، متمثلا في القرآن الكريم والسنة النبوية والسيرة العطرة، والفطرة الإنسانية، والعقل السليم، مما يجعلها تتسم بالشمولية والتنوع، وتأخذ طابعا إنسانيا عالميا، يواكب العصر، فتحقق المقصود ولا تحيد عن المنشود.
لائحة المصادر والمراجع:
- الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان لمحمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبي حاتم، الدارمي، البُستي (ت:354هـ)، ترتيب الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت: 739هـ)، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1/ 1408هـ- 1988م.
- أخلاق النبي وآدابه لأبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري المعروف بأبِي الشيخ الأصبهاني (ت:369هـ)، تحقيق صالح بن محمد الونيان، دار المسلم للنشر والتوزيع، ط 1/1998م.
- تاج العروس من جواهر القاموس لمحمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبي الفيض، الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي (ت: 1205هـ)، تحقيق مجموعة من المحققين، دار الهداية.
- تاريخ الخلفاء لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (ت: 911هـ)، تحقيق حمدي الدمرداش، مكتبة نزار مصطفى الباز، ط1/ 1425هـ-2004م.
- تاريخ دمشق لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (ت: 571هـ)، تحقيق عمرو بن غرامة العمروي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، طبعة 1415هـ- 1995م.
- التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية لمحمد منير مرسي، عالم الكتب، طبعة: 1425هـ/ 2005م.
- تعليم القيم فريضة غائبة ـ مجلة المسلم المعاصر، أحمد مهدي عبد الحليم، عدد 65/66، سنة 1993م.
- تقرير رقم 1/17 الصادر عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بعنوان: “التربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي”.
- التقييم الذاتي لدرجة الاعتقاد والممارسة لمنظومة القيم الأخلاقية الإسلامية لدى الطلبة في جامعة اليرموك، لمحمد محمود الخوالدة، مجلة دراسات العلوم التربوية- الأردن عدد 1 ،آذار/2003 مجلد 30.
- تهذيب اللغة لمحمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبي منصور (ت: 370هـ)، تحقيق محمد عوض مرعب، دار إحياء التراث العربي – بيروت، ط 1/ 2001م.
- الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري لمحمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، ط 1/ 1422هـ.
- سنن أبي داود لأبي داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجِسْتاني (ت:275هـ)، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت.
- سنن الترمذي لمحمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبي عيسى (ت: 279هـ)، تحقيق وتعليق: إبراهيم عطوة عوض المدرس في الأزهر الشريف، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر، ط 2/ 1395هـ- 1975م.
- السنن الكبرى لأحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبي بكر البيهقي (ت: 458هـ)، تحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنات، ط 3/ 1424هـ- 2003م.
- السيرة النبوية لابن هشام لعبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، أبي محمد، جمال الدين (ت: 213هـ)، تحقيق مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، ط 2/ 1375هـ – 1955م.
- السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لمحمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (ت:354هـ)، صحّحه، وعلق عليه الحافظ السيد عزيز بك وجماعة من العلماء، الكتب الثقافية – بيروت، ط3/1417هـ.
- الشفا بتعريف حقوق المصطفى لأبي الفضل القاضي عياض بن موسى اليحصبي (ت: 544هـ)، مذيلا بالحاشية المسماة مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء لأحمد بن محمد بن محمد الشمنى (ت: 873هـ)، دار الفكر الطباعة والنشر والتوزيع، طبعة: 1409هـ- 1988م.
- الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (ت: 393هـ)، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين – بيروت، ط 4/ 1407هـ-1987م.
- علم الأخلاق الإسلامية لمقداد يالجن محمد علي، دار عالم الكتب للطباعة والنشر – الرياض، ط 1/ 1413هـ- 1992م، ط 2/ 1424هـ-2003م.
- علم النفس الاجتماعي لفؤاد البهي، دار العربي- القاھرة.
- عن القيم الدينية والأخلاقية والمدنية- الاجتماعية، مجلة الإحياء العددان 32-33.
- فلسفة التربية الإسلامية، لماجد عرسان الكيلاني، دار القلم – دمشق 1987م.
- اللباب في علوم الكتاب لأبي حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (ت: 775هـ)، تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية – بيروت / لبنان، ط1/ 1419هـ -1998م.
- لسان العرب لمحمد بن مكرم بن على، أبي الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت: 711هـ)، دار صادر – بيروت، ط 3/ 1414هـ.
- مختار الصحاح لزين الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (ت: 666هـ)، تحقيق يوسف الشيخ محمد، المكتبة العصرية – الدار النموذجية، بيروت – صيدا، ط 5/ 1420هـ/ 1999م.
- المدخل إلى القيم الإسلامية لجابر قميحة، دار الكتاب المصري- القاهرة، 1984م.
- المدرسة كفضاء للتربية المدنية للعربي وافي، مقال ضمن أشغال الندوة الوطنية حول “المدرسة والسلوك المدني” المنظمة من قبل المجلس الأعلى للتعليم بالرباط في 23-24 ماي 2007م.
- المرشد في علم النفس عبدالمجيد محمد الهاشمي، دار الشروق- جدة، 1984م.
- مسند الإمام أحمد بن حنبل لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (ت:241هـ)، تحقيق شعيب الأرنؤوط- عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، ط 1/ 1421هـ- 2001م.
- المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لمسلم بن الحجاج أبي الحسن القشيري النيسابوري (ت: 261هـ)، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي – بيروت.
- المعجم التربوي للطفي أحمد بركات، دار الوطن- الرياض، 1984م.
- مفاتيح الغيب لأبي عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (ت:606هـ)، دار إحياء التراث العربي – بيروت، ط3/ 1420هـ.
- مقدمة ابن خلدون لعبد الرحمن بن محمد بن خلدون (ت: 808ه)، ضبط نصوصه وخرج أحاديثه أبو عبد الرحمن وائل حافظ محمد خلف، دار العقيدة- الاسكندرية، ط 1/1429ه-2008م.
- مكارم الأخلاق للطبراني (مطبوع مع مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا) لسليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبي القاسم الطبراني (ت: 360هـ)، كتب هوامشه: أحمد شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط 1/ 1409هـ- 1989م.
- مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها لأبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل بن شاكر الخرائطي السامري (ت:327هـ)، تقديم وتحقيق: أيمن عبد الجابر البحيري، دار الآفاق العربية، القاهرة، ط 1/ 1419هـ- 1999م.
[1] – عن القيم الدينية والأخلاقية والمدنية- الاجتماعية، مجلة الإحياء العددان 32-33 ص 12.
[2] – ينظر المدرسة كفضاء للتربية المدنية للعربي وافي، مقال ضمن أشغال الندوة الوطنية حول “المدرسة والسلوك المدني” المنظمة من قبل المجلس الأعلى للتعليم بالرباط في 23-24 ماي 2007 ص 49. وتقرير رقم 1/17 الصادر عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بعنوان: “التربية على القيم بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي” ص 9 وما بعدها.
[3] – ينظر تهذيب اللغة باب القاف والميم 9/269. ولسان العرب فصل القاف 12/500. وتاج العروس مادة (ق و م) 33/312.
[4] – ينظر مختار الصحاح مادة (ق و م) 262. والصحاح تاج اللغة وصحاح العربية مادة (ق و م) 5/2017. وتاج العروس مادة (قوم) 33/312).
[5] – ينظر تهذيب اللغة باب القاف والميم 9/267. ولسان العرب فصل القاف 12/502.
[6] – علم النفس الاجتماعي لفؤاد البهي، ص 29.
[7] – المعجم التربوي للطفي أحمد بركات، ص 113.
[8] – المرشد في علم النفس عبد المجيد محمد الهاشمي، ص 136.
[9] – فلسفة التربية الإسلامية، لماجد عرسان الكيلاني، ص 92.
[10] – المدخل إلى القيم الإسلامية لجابر قميحة، ص 41.
[11]– التقييم الذاتي لدرجة الاعتقاد والممارسة لمنظومة القيم الأخلاقية الإسلامية لدى الطلبة في جامعة اليرموك، لمحمد محمود الخوالدة، مجلة دراسات العلوم التربوية- الأردن، عدد 1 ،آذار/2003 مجلد 30 ص 108.
[12] – تعليم القيم فريضة غائبة ـ مجلة المسلم المعاصر، أحمد مهدي عبد الحليم، عدد 65/66، سنة 1993.
[13] – فقد تحدث ابن خلدون الظلم والترف وأن ذلك مؤذن بخراب العمران. ينظر المقدمة لابن خلدون ص 302 وما بعدها.
[14] – ينظر علم الأخلاق الإسلامية لمقداد يالجن محمد علي، دار عالم الكتب للطباعة والنشر – الرياض، ط 1/ 1413هـ- 1992م، ط 2/ 1424هـ-2003م، ص 11-12.
[15] – أخرجه أحمد في مسند أبي هريرة رقم 8952. والبيهقي في السنن الكبرى: كتاب الشهادات، باب بيان مكارم الأخلاق ومعاليها رقم 20782.
[16] – أخرجه الترمذي في: أبواب الإيمان، باب ما جاء في استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه رقم 2612. وأحمد في: مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها رقم 24204.
[17] – أخرجه الترمذي في: أبواب البر والصلة، باب ما جاء في معالي الأخلاق رقم 2018. و ابن حبان في صحيحه: كتاب البر والإحسان، باب حسن الخلق، ذكر البيان بأن من حسن خلقه كان في القيامة ممن قرب مجلسه من المصطفى صلى الله عليه وسلم رقم 485. والطبراني في مكارم الأخلاق: باب ما جاء في حسن الخلق رقم 6.
[18] – وهو كتاب مطبوع مع كتاب “مكارم الأخلاق” للطبراني.
[19] – وهو كتاب مطبوع من تقديم وتحقيق: أيمن عبد الجابر البحيري، نشر: دار الآفاق العربية، القاهرة، ط 1/ 1419هـ – 1999م.
[20] – نقلا عن التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية لمحمد منير مرسي ص 140.
[21] – أخرجه البخاري في كتاب الأداب، باب حسن الخلق والسخاء، وما يكره من البخل رقم 6035. ومسلم في كتاب الفضائل، باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم رقم 2321.
[22] – سبق تخريجه.
[23] – أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد رقم 660، ومسلم في كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة رقم 1031.
[24] – أخرجه أبو داود السنن: كتاب الأدب، باب في الرفق رقم 4808. وابن حبان في: كتاب البر والإحسان، باب الرفق رقم 550.
[25] – أخرجه ابن حبان في: كتاب البر والإحسان، باب الرفق رقم 549.
[26] – أخرجه البخاري في: كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} وما ينهى عن الكذب رقم 6094. مسلم في: كتاب البر والصلة باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله رقم 2607. واللفظ لمسلم.
[27] – أخلاق النبي وآدابه: باب حسن خلقه صلى الله عليه وسلم رقم 2.
[28] – أخرجه البخاري في باب بدء الوحي رقم 3.
[29] – الشفا بتعريف حقوق المصطفى 1/121.
[30] – أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يسروا ولا تعسروا» رقم 6128. ومسلم في: كتاب الطهارة، باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد رقم 284.
[31] – أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء رقم 3231. ومسلم في كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبيّ صلى الله عليه وسلم من أذى المنافقين والمشركين رقم 1795.
[32] – ينظر السيرة النبوية لابن هشام 2/412. والسيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان 1/337.
[33] – أخرجه البخاري في: كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه، وهل يعرض على الصبي الإسلام رقم 1358. ومسلم في: كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين رقم 2658.
[34] – السيرة النبوية لابن هشام 1/134.
[35]– أخرجه مسلم في: كتاب البر والصلة والآداب، باب الأرواح جنود مجندة رقم 2638.
[36] – ينظر مفاتيح الغيب لأبي عبد الله فخر الدين الرازي 6/401. واللباب في علوم الكتاب لأبي حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني 4/38.
[37] – تاريخ دمشق لابن عساكر 30/333. وتاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي ص 29.
[38] – أخرجه مسلم في: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب تقوم الساعة والروم أكثر الناس رقم 2898.
شكرا جزيلا لكم على المجهودات المبذولة من أجل أن ترقى مجلتنا ذخائر إلى المستوى الذي وصلت إليه، (مواضيع متنوعة، أبحاث ومقالات في المستوى، الإخراج والطباعة رائع…)وهي في الطريق دائما نحو الأحسن والأفضل.
تحياتي الصادقة.