مجلة ذخائر العدد الرابع: افتتاحية
نزف للقراء عددا جديدا من مجلة ذخائر للعلوم الإنسانية، ثريا بمواده المتنوعة في مختلف انشغالات الباحثين بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، ثريا بكوكبة من الباحثين من مستويات وجنسيات متباينة، ثريا بمضامينه المتميزة، والحرص المتزايد على العناية بالمستوى الفني والتقني اللائق بهذه الأطباق المتنوعة من “الذخائر” العلمية، والعدد الأكاديمية التي تعكس بحق ثمرة تفاعل إيجابي ودؤوب لا يتوقف بين ثلاثة أركان، تساهم على مر الساعات في بناء صرح علمي هادف وبناء.
أولى تلك الأركان تتمثل في إدارة المجلة وطاقم تحريرها الذي لا يتوانى في بذل قصارى الجهود من أجل رسم ملامح البصمات العلمية للمجلة، وما يتطلبه ذلك من حرص وعناية وسهر. والركن الثاني يتجلى في الهيأة العلمية ومحكمي المجلة الذين لا يبخلون عليها بتقويماتهم، وتوجيهاتهم، وقراراتهم الفاصلة في تمحيص المواد البحثية المتوصل بها. أما الركن الثالث والأخير؛ فيكمن في الباحثين الكثر الذين يجودون بزبدة أعمالهم العلمية، وحصيلة جهودهم البحثية، فيضعونها بين يدي المجلة من أجل دراسة إمكانية نشرها.
ولا نخفي القراء والكتاب الكرام حجم الأسى الذي ينتابنا كلما آل مصير عدد من تلك الإنتاجات العلمية إلى الرفض، إما لاعتبارات شكلية تكمن في عدم التقيد ببعض الشروط المحددة للنشر، أو لاعتبارات معرفية ومنهجية تقدرها هيأة التحكيم. كما نشعر بالحرج ثانية كلما تأخر نشر بعضها بسبب كثرة البحوث التي تنتظر دورها.
تلكم ركائز قوة المجلة التي نستمد منها الطاقة والعون، قصد تحقيق مجتمع المعرفة الذي نطمح للمساهمة في بنائه، وهي موردنا الأساس لدعم سعينا إلى ترسيخ قيم المثابرة، والتجديد، والبحث التي ننشدها، ونستنهض الهمم للأخذ بها، عسى أن نزاحم الأمم التي سبقتنا في هذا المضمار، وعسى أن نستشرف نهضة علمية، لا شك أنها مفتاح التقدم في كل الميادين، وليس ذلك على الإرادات السامقة بعزيز.
والله نسأل التوفيق السداد؛ فهو نعم المولى ونعم النصير.
فاس في: ثاني ربيع الثاني 1440 هـ / 10 دجنبر 2018م مدير المجلة: عبد الباسط المستعين