مجلة ذخائر العدد الثالث: افتتاحية
بصدور العدد الثالث تكون مجلة ذخائر للعلوم الإنسانية قد استكملت العام الأول لميلادها، وأطفأت أولى الشمعات في مشوارها. وقد توجته بإصدار عددين في موعدهما المحدد في شهري دجنبر ويونيو من كل سنة.
قد يبدو أننا في بداية الطريق، وأن مقدار العطاء مازال متواضعا؛ لكن الذي لا تراه عين المتتبع هو أن عمل الهيأة العلمية وطاقم التحرير لا يتوقف على مدى كل الفترة الفاصلة بين الأعداد لإرضاء الباحثين وتثمين مشاريعهم وأبحاثهم.
وبإسدال الستار على تجربة السنة الأولى، نعلن تجديد العزم على المضي سويا في مضمار البحث العلمي وطريقه الشاق، لأن بلداننا ما زالت في حاجة ماسة إلى جهود مضاعفة للحاق بركب الأمم الرائدة في هذا المجال.
وإذا كانت المعرفة أفضل رأسمال يمكن للشعوب أن تستثمر فيه، ومهما تطلبت من تكاليف؛ فإن مردودها من غير شك، سيكون أفضل بكثير. ورغم أن مجلتنا ليست لها موارد مادية تسخرها لهذه الغاية النبيلة؛ فإنها اختارت مبدأ الدعم والاحتضان والتشجيع، علها تساهم قدر المستطاع في خدمة البحث العلمي بالوطن العربي والإسلامي، ورفع لوائه، والتحريض على خوض غماره، واتخاذ الأسباب لتجويده، وبسط اليد لأهله، خاصة منهم الباحثون عن منابر لنشر دراساتهم، وإيصال ثمرة بحوثهم، وزبدة جهودهم الفكرية إلى منتديات القراء، ووضعها بين أيدي زملائهم الباحثين.
لقد ألزمنا أنفسنا على القيام بهذه الرسالة، ناهضين بما ستوجبه من أعباء، وما تقتضيه من عناء. وكلما ازداد الإقبال على النشر بالمجلة، شعرنا بحجم الأمانة وثقل المسؤولية. لذلك نلتمس من قرائنا الكرام الصفح والمعذرة إن تأخرنا في الرد عن مراسلاتهم واستفساراتهم الكثيرة، ونطمئنهم أن أعمالهم لن يطالها الإهمال، وما أصدرت بشأنه اللجنة العلمية قرارا يبلغ إلى صاحبه في الحال.
نجدد التأكيد على أن مجلة ذخائر للعلوم الإنسانية مصممة العزم على أن تبقى وفية لمبادئها إزاء أسرة البحث العلمي وفق قواعده المتعارفة.
وعلى الله توكلنا، فإنه تعالى نعم المعين.
فاس في: 05 رمضان المعظم 1439 هـ / 21 ماي 2018م مدير المجلة: عبد الباسط المستعين