تدبير الموارد المائية السطحية باعتماد تقنية المطفية في ظل التقلبات المناخية بحوض ورغة (الريف الأوسط، شمال المغرب)
ملخص:
إن التحولات الاجتماعية والتقلبات المناخية التي يشهدها مجال حوض ورغة، وما رافقها من تراجع في كمية وتوزيع التساقطات، وطول الفترات الجافة، أفرزت أزمة مائية حادة بهذا المجال الذي عانى من نقص كبير في الماء كمناطق (عين عائشة، ازريزار، بوهودة…). الشيء الذي دفع السكان إلى ابتكار طرق جديدة في تدبير الماء؛ بغية توفيره بالكمية الكافية للساكنة المحلية، وتجدر الإشارة في هذا الموضوع إلى الطبيعة الجيولوجية للمنطقة المكونة من الصخور الطفلية غير النافدة؛ لا تؤهلها لاحتضان فرشة مائية تلبي حاجيات السكان وتقاوم آثار سنوات الجفاف الطوال. فيتراجع بذلك صبيب العيون والأودية بمجرد توقف الامطار، فتتحول هذه الفرشات الباطنية إلى موارد مائية موسمية فقط.
أمام أزمة الماء التي فرضتها الظروف الطبيعية، وظف الإنسان تقنية جديدة في تدبير المياه؛ تجلت في ظهور المطفيات المائية؛ وهي عبارة عن تقنية لتدبير الموارد المائية، تكون على شكل صهاريج محفورة لبضع أمتار مكعبة، يتم تخزين المياه بها واستعمالها خلال فترات تراجع أو توقف الأمطار لتزويد الساكنة بالماء ولتوريد الماشية، وسقي بساتين وآراضي صغيرة… باتت هذه التقنية كحل آني لإخراج الساكنة المحلية من مشكل نقص المياه، في انتظار وضع حل جذري ونهائي، يتمثل في ربط البوادي (داخل الحوض) بشبكة الماء الصالح للشرب.
الكلمات المفاتيح: الماء، التدبير، التقلبات المناخية، الريف الأوسط، حوض ورغة، الندرة، المطفيات.
Abstract:
The social changes and climatic variations witnessed in the Ouergha hydrographic basin as well as the simultaneous decrease in the amount of rainfall coupled with its poor spatial and temporal distribution and longer periods of drought are all held responsible for the severe water shortage and crisis that is already acute in the region especially in the communes of Aïn aicha, Azrizar and Bouhouda. The geological structure of the region is another obstacle as it is composed of impervious clay rocks which do not allow to form or feed a water table resistant to long-term drought sequences. On this basis, water users in the Ouergha hydrographic basin have invented new techniques and alternatives to efficiently manage water sources in order to ensure a sufficient quantity for the population, livestock and local agriculture; reservoirs (Matfiya). Reservoir is a technique for the management of water resources and its rational use emerged in the region. Reservoirs are of a few cubic meters buried in the ground, which are used to store rainwater from the winter season, for reuse during the drought of the summer season. This technique has become the solution to the scarcity of water ensuring the water supply of the local population, the watering of their flocks and the irrigation of their vegetable gardens pending the arrival of a radical and final: solution; to know the connection of the Ouergha watershed campaign to the national network of drinking water.
Keywords: water; management; climate variability; Central Rif; Ouergha basin; scarcity; reservoirs (Matfiyas).
مقدمة:
خلفت التقلبات المناخية التي شهدها المغرب بشكل عام وحوض ورغة بشكل خاص، وقعا سلبيا تمثل في تراجع كبير على مستوى كميات التساقطات المطرية، خاصة منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بل استمرت هذه الوضعية حتى مطلع الألفية الثلاثة، إلا أنها كانت أقل حدة مقارنة مع سابقتها؛ هذه المرحلة تخللتها فترات طويلة من الجفاف، أفرزت معها استفحال أزمة الماء بالمجال.
أمام الواقع الحالي الذي فرضته الظروف الطبيعية، تدخل الإنسان لحل مشكلته بواسطة تقنية تقليدية، تتجلى في ظهور ما يعرف بالمطفيات المائية، وذلك بهدف التخفيف من وقع الخصاص المائي الذي صار يهدد الإنسان الريفي والمجال بشكل عام. غير أن ازدواجية الاستغلال المائي الذي صار يجمع بين الأنظمة التقليدية الموروثة وأنماط الاستهلاك الحضري الحديث، فرضت على الإنسان تحسين مستوى عيشه، عن طريق تلبية مختلف حاجياته اليومية، بما فيها الماء كمادة حيوية للحفاظ على التوازنات البيئية والسوسيومجالية المحلية.
1 . الإطار الجغرافي لحوض ورغة
1-1. مجال حوض ورغة موقع متميز
ينتمي مجال الدراسة ’’ حوض ورغة بعالية سد الوحدة ‘‘ إلى حوض سبو (انظر الخريطة 1: موقع حوض ورغة عالية سد الوحدة)، يقع في جزئه الشمالي الشرقي بين خطي عرض 34°23’ و35°07’ شمال خط الاستواء، وبين خطي طول 3°55’ و5°22’ غرب خط غرينتش. يغطي حوض ورغة بعالية سد الوحدة مساحة تقدر ب 6150 كلم2، يمتد شمالا حتى القمم العليا بسلسلة جبال الريف؛ على رأسها قمة جبل تدغين 2456م بمنطقة كتامة وجبال تيزارين وأفشتال بمنطقة باب برد حتى باب تازة، هذه الحدود الجغرافية شكلت خطا لتقسيم المياه بين حوض ورغة في الجنوب والأحواض المتوسطية في الشمال؛ كـحوض”واد لاو” في الشمال الغربي من حوض ورغة، وحوض “واد النكور” في الشمال الشرقي منه[1].
أما جنوبا؛ فيمتد حتى روافد حوض سبو المنتمية إلى تلال مقدمة الريف، مشكلة خط تقسيم المياه مع حوض إيناون في الجنوب الشرقي ورافده الرئيسي واد اللبن في الجنوب. أما من جهة الغرب لاسيما الشمال الغربي فيحده عالية حوض اللكوس، وحوض الردو في الجنوب الغربي الذي يشكل رافدا لواد سبو. أما من جهة الشرق فيمتد حتى روافد حوض ملوية المتمثلة في حوض امسون، كل هاته الحدود مع حوض ورغة عالية سد الوحدة؛ تشكل مجالات لخطوط تقسيم المياه، مكونة بذلك الوحدة الهيدروغرافية والطبوغرافية لحوض ورغة عالية سد الوحدة[2].
ينتمي حوض ورغة عالية سد الوحدة من الناحية الإدارية؛ إلى كل من التراب الإقليمي للحسيمة من جهة الشمال، وإقليم تاونات من جهة الجنوب، ـ يشغل هذا الإقليم القسم الأكبر من مساحة هذا الحوض الهيدروغرافي ـ ، والتراب الإقليمي لتازة من جهة الشرق (بالضبط منطقة تاينست بالقرب من سد أسفالو في عالية الحوض وبورد)، وإقليم شفشاون بالشمال الغربي، وإقليم سيدي قاسم، وبعض الأطراف من التراب الإقليمي لوزان من جهة الغرب.
يضم حوض ورغة عالية سد الوحدة عدة أحواض صغرى ومتوسطة، تبلغ حوالي 16 حوضا موزعة داخل المجال، وهي حوض اسرى، حوض الساهلة، حوض أولاي، حوض أمزاز، حوض أودور، حوض الكزار، حوض أوديار، حوض ساغورت، حوض رأس ورغة، حوض أسفالو، وستة أحواض الباقية تحمل اسم ورغة، تشكل مجال الالتقاء بين الأحواض السابقة، وتتدرج من العالية نحو السافلة.
1- 2. حوض ورغة وسط طبيعي هش
تتميز البنية السطحية لحوض ورغة بهشاشتها، نتيجة وجود طبوغرافية وعرة وشديدة التضرس (انظر الخريطة 2، فئات الارتفاع بحوض ورغة عالية سد الوحدة)، يطغى عليها طابع جبلي متضرس ومتباين على مستوى الارتفاعات، التي تنخفض قيمها من الشمال في اتجاه الجنوب. ومن سمات الحوض كذالك شدة التقطع وقوة الانحدار بسبب كثافة الشبكة المائية التي تخترقه[3].
على المستوى الجيومورفلوجي يتميز الحوض بسطح معقد، يتمثل في وجود كتل جبلية متنوعة الشكل: جبال كتلية ذات قمم محدبة تارة، وجبال مهواة ذات قمم حادة (تأخذ شكل أعراف) تارة أخرى، إضافة إلى انتشار الصفوف (كتل جبلية صخرية) على شكل خطوط متوازية تمتد من غرب الحوض نحو شرقه، مع وجود وأودية كثيفة ذات قعور ضيقة في عالية الحوض ومتسعة في سافلته…، ارتبط هذا التنوع بعملية البناء الجيولوجي والحركية المعقدة والمركبة، التي شهدها النطاق الريفي خلال تكوينه الجيولوجي وذلك تبعا لمراحل وحقب متلاحقة[4].
على مستوى الطبيعة الصخرية؛ تظل الصخور متباينة على مستوى درجة مقاومتها، مع الغلبة للصخور الهشة والضعيفة النفاذية، يغلب على تكويناتها الصلصال والطفل. في حين يبقى القطاع الترابي بمثابة مرآة عاكسة للطبيعة الليتولوجية، بمعنى آخر؛ قطاع ترابي ضعيف وهش، يتميز بسيادة التربة الضعيفة السمك إلى المتوسطة.
1-3 عنصر بشري كثيف زاد من تدهور الوسط الطبيعي
على المستوى البشري ؛ فإن الاستقرار بحوض ورغة قديم من الناحية التاريخية، أما من الناحية العرقية فيضم عدة قبائل (اجبالة، الحياينة، اشركة، اريافة…)[5]. أما فيما يخص الكثافة السكانية فهي مرتفعة جدا (انظر الخريطة 3، الكثافة السكانية ن/كلم2 بحوض ورغة عالية سد الوحدة)، تصل في المتوسط إلى حوالي 120 نسمة في كلم المربع[6]، بسبب تداخل عدة عوامل منها تاريخية ارتبطت بظروف الاستقرار القديم بالحوض وأخرى طبيعية كتشبث الإنسان بالمساحات المنبسطة القريبة من مجرى واد ورغة وروافده، أو بالقرب من بعض الموارد المائية المهمة، مثل العيون والآبار والمنابع المائية كما هو الحال بمنبع بوعادل ومنبع بني بربر. في حين لعبت العوامل الاجتماعية والاقتصادية دورا مهما في استقرار السكان بمواضع دون أخرى، خاصة نموذج الأسواق الأسبوعية، فتوزيع الساكنة داخل حوض ورغة كان تبعا لهذه الظروف التي أخذت شكلا خاصا بها تبعا لأسباب نشأتها المختلفة[7].
1 – 4. توزيع متباين للتساقطات
يتميز التوزيع السنوي للتساقطات المطرية بمجال حوض ورغة بتباين كبير من سنة لأخرى (انظر المبيان 1: التوزيع الزمني للتساقطات المطرية السنوية بمحطات حوض ورغة)، نتج عنه توالي سنوات رطبة وأخرى جافة مع الغلبة لهذه الأخيرة. مثلا خلال الفترة الممتدة ما بين 1956ــ 1957 إلى 2014-2015، سجلت محطة باب وندر أعلى كمية للتساقطات 1577,8ملم خلال سنة 1962ـ 1963، وأدناها 283,7ملم خلال سنة 1998ـ 1999، وبمعدل عام خلال الفترة المذكورة بلغ 746,9ملم.
وسجلت محطة جبل ودكة خلال الفترة الممتدة ما بين 1957 ـ 1958 حتى سنة 2014 ـ 2015 ، معدلا عاما بلغ حوالي 1586,4ملم، أعلى كميات من التساقطات كانت 3301,6 ملم سنة 1962-1963، في حين أدناها كانت 605,5ملم سنة 1994-1995. في حين سجلت محطة بورد خلال الفترة الممتدة من سنة 1973 ـ 1974 حتى سنة 2014 ـ 2015 ، معدلا عاما وصل إلى 470 ملم، أعلى كميات من التساقطات كانت 1226 ملم سنة 2009-2010، وأدناها كانت 180.3 ملم سنة 1994-1995.
أما محطة تابودة فسجلت خلال الفترة الممتدة من سنة 1978 ـ 1979 حتى سنة 2014 ـ 2015 ، معدلا عاما وصل إلى 645 ملم، أعلى كميات من التساقطات كانت 1360 ملم سنة 2009-2010، وأدناها كانت 285 ملم سنة 2004-2005.
من خلال معطيات المحطات المدروسة (باب وندر، جبل ودكة، تابودة، وبورد) (الممثلة في المبيان رقم 1: التوزيع الزمني للتساقطات المطرية السنوية بمحطات حوض ورغة)، نلاحظ أن التوزيع الزمني للسلسلات الإحصائية عرف تذبذبا كبيرا، وتباينا واضحا ومهما في كميات التساقطات من سنة لأخرى، مما يدل على أن مجال حوض ورغة شهد توالي عقودا رطبة نسبيا سجلت قيما أعلى من المعدل، يتعلق الأمر بنهاية فترة الخمسينيات وفترة الستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي. وعقودا تميل إلى الجفاف، شهدت نقصا كبيرا في كميات التساقطات[8]. تغطي هذه المرحلة الجافة فترة طويلة امتدت من نهاية سبعينيات القرن الماضي حتى الفترة الحالية. فترة الجفاف هذه كانت لها انعكاسات وخيمة وسلبية على الموارد المائية بشكل خاص، وعلى باقي الموارد الترابية الأخرى كالغابة والتربة بشكل عام.
1 – 5. تشير خريطة التهاطل الى تباين مجالي واضح .
انطلاقا من خريطة فئات التهاطل المطري (انظر الخريطة 4، توزيع التساقطات المطرية بحوض ورغة)، يتبين لنا أن التساقطات تتوزع بشكل متباين داخل حوض ورغة. يتحكم في هذا التوزيع عامل الارتفاع الذي يتدرج من الشمال نحو الجنوب ومن الغرب نحو الشرق. فكمية التساقطات المطرية بالحوض تتزايد من الجنوب نحو الشمال، فعند سافلة الحوض نسجل تناقصا مهما في كميات التساقطات، هذه الأخيرة تقل عن 500 ملم، وذلك راجع إلى ضعف الارتفاع والذي لا يتعدى 400 متر.
أما بالجهة الشمالية للحوض فنسجل تساقطات مهمة تفوق 1000 ملم لاسيما في أقصى الشمال والشمال الغربي، وذلك مرتبط بوجود الجبال العليا والتي تتجاوز ارتفاعاتها 1600 متر، وتعتبر كتلة جبل تدغين كأعلى قمة جبلية بحوض ورغة حوالي 2456 متر، تستقبل أزيد من 1600 ملم من الأمطار في السنة[9].
. المطفيات وجهود التأقلم مع أزمة الماء في ظل التقلب المناخي بحوض ورغة
2– 1 مفهوم المطفية
أفرزت العلاقة القوية بين الفلاحة والماء، خاصة بعد نقص وتراجع التساقطات المطرية وضعف الخزانات المائية الطبيعية، إلى تطوير مجموعة من التقنيات، التي أثبتت نجاعتها لتخزين وتدبير الماء، على رأسها نجد تقنية المطفية. هذه الأخيرة لها عدة تسميات: تسمى بالمكدان “les magden” في الجزائر، وبالمطفية “”matfia أو النقير “la vogne” في الريف ، “Les marnes” في فرنسا. المطفية أو المطفيات عبارة عن صهاريج محفورة في فضاء مفتوح، ذات أحجام من بضع أمتار مكعبة، يتم فيها تخزين المياه الجارية في الطريق وداخل حدود الحوض المائي، أو فوق أسطح المنازل، لضمان توريد الماشية، وتوفير الماء للساكنة، واستعمال مياهها في سقي حدائق صغيرة…[10] .
يكمن دور المطفية في تجميع المياه الجارية فوق السطح (أسطح المنازل) في اتجاه صهريج محفور في ركن أو زاوية من زوايا المنزل (انظر الصورة رقم 1: أشكال المطفيات بمجال الدراسة)، حيث طريقة بنائه لا تسمح بتسرب الماء نحو التربة، غير أن المياه المجمعة في الصهاريج لا تكفي لسد مختلف حاجيات الساكنة، لكنها تقلص بشكل لا بأس به من ندرة الماء، لاسيما خلال فصل الصيف، حيث يشتد الحر وتزداد حدة الجفاف ببعض أجزاء الحوض[11].
2 – 2. المطفيات سبب ظهورها وأنواعها
كان للتقلبات المناخية الحالية التي مست مجال ورغة، خاصة توالي سنوات الجفاف في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي، أثر سلبي على مخزون المياه السطحية بشكل ملحوظ، نتج عنه جفاف العديد من العيون والآبار بالإضافة إلى بعض الأودية، بسبب تراجع مستوى الفرشة المائية الباطنية التي كانت تعمل على تزويد الموارد المائية السطحية مثل المنابع والعيون[12]. هكذا فرضت الحاجة على الساكنة المحلية البحث عن حل للخروج من أزمة الماء التي صارت تعرفها المنطقة، فاقترحت السلطات المحلية على الساكنة الاستعانة بصهاريج مائية متنقلة بالشاحنات، كما عملت السلطات أيضا على توزيع الصهاريج على الأشخاص الذين يتوفرون على جرارات، ليقوموا بجلب الماء من مختلف المنابع والموارد المائية المجاورة، وإفراغه في الصهاريج أو المطفيات التي تم بناؤها من طرف الجماعات المحلية ومصلحة التجهيز، لاسيما في المناطق المتضررة التي تعرف نقصا حادا في هذه المادة الحيوية.
في المرحلة التي واكبت ظهور المطفيات كحل لإخراج الساكنة من أزمة الماء، التي وصلت ذروتها في العقدين الأخيرين من القرن الماضي (الثمانينيات والتسعينيات)، كان يعتمد في البداية على نوع واحد من المطفيات وهو المطفيات الجماعية التي قامت وتكفلت ببنائها الجماعات المحلية مع مصلحة التجهيز بإقليم تاونات (انظر الصورة رقم 2: مطفية جماعية بعين عائشة).
إلا أن هذا النوع من المطفيات (الجماعية) لم يلبي حاجيات الساكنة المحلية، نظرا للتوزيع غير العادل للماء إضافة إلى سوء التسيير والمحسوبية التي عرفها هذا القطاع ( مثلا توزيع الماء لحساب بعض المسؤولين القاطنين داخل المناطق المتضررة والذين لهم نفوذ)، مما أدى إلى ظهور المطفيات الفردية أو الخاصة (انظر الصورة رقم 3: مطفية فردية ببوعادل)، حيث قام عدد من الأفراد خاصة الميسورين منهم ماديا ببناء مطفياتهم الخاصة، اعتمادا على نموذج المطفيات الجماعية، كما عمل بعض السكان على بناء مطفيات متطورة من حيث تقنيات البناء وكبيرة على مستوى الحجم ناهيك عن نظافة الماء الذي تخزنه.
أهم ما يمكن ملاحظته من خلال التوزيع المجالي لهذه المطفيات، هو أنها لم تشمل كل الدواوير الموجودة داخل المجال المدروس نظرا لشساعته، لذا يكون ما توصلنا إليه من نسب تظل تقريبية، فحسب النتائج المتوصل إليها ( انظر الجدول رقم 1؛ عدد المطفيات حسب الجماعات المدروسة بحوض ورغة)، نلاحظ أن المطفيات تنتشر بشكل كبير في جماعة عين عائشة وجماعة ازريزار، إذ بلغ مجموعهما معا حوالي 59 مطفية، أي بنسبة تجاوزت 49%، ويرجع السبب في ذلك إلى ندرة الموارد المائية الموجودة داخلها.
أما فيما يخص جماعة بوعادل، فتنقسم إلى قسمين إذ أن الجهة الموجودة في الضفة اليسرى من مجرى واد ورغة، تتوفر على موارد مائية مهمة خاصة منبع بوعادل والذي يصل صبيبه إلى حوالي (250 لتر في الثانية)، بالإضافة إلى العيون المنتشرة هنالك. لكن سوء توزيع الموارد المائية داخل تراب الجماعة، جعل القسم الواقع في الضفة اليمنى من مجرى الواد يتميز بضعف الموارد المائية وقلتها خصوصا ببعض الدواوير كدوار العزيب ودوار البروميين، حيث وصل عدد المطفيات المدروسة إلى 20 مطفية، أي بنسبة وصلت إلى 16.3%، وذلك راجع إلى البنية الصخارية الطفلية والصلصالية التي ساهمت في ضعف وغياب الفرشة المائية بها.
في حين نجد جماعة بوهودة والمتوفرة على إمكانات لا بأس بها من المياه مثل سد بوهودة وانتشار الآبار بشكل مهم، تعرف انتشارا للمطفيات بها، وأغلبها من النوع الفردي، وتمثل حوالي 15% من مجموع المطفيات بمجال الدراسة. أما بجماعة عين مديونة فقد بلغ عدد المطفيات المدروسة بها حوالي 9 مطفيات مشكلة نسبة 7.5%. في حين وصل عددها بجماعة أولاد داوود حوالي 14 مطفية بنسبة بلغت 11.67%.
تظل المطفيات بنوعيها الفردية والجماعية هي الموجودة في المنطقة، لكن النوع الثاني عرف إهمالا وتهميشا من طرف الساكنة المحلية والتي لم تعمل على صيانتها وحمايتها، في حين نجد أن المطفيات الفردية حظيت بمكانتها الجيدة، كونها تخضع للمراقبة والعناية من طرف أصحابها بشكل دائم (انظر الصورتان رقم 2 و 3). رغم هذا كله فقد ساعدت المطفيات بصفة عامة، على توفير كميات مهمة من الماء لسد جزء من حاجيات الساكنة من هذه المادة الحيوية.
2- 3. طرق ملء المطفيات بواسطة المياه السطحية
اعتمادا على الدراسة الميدانية، يتم ملء المطفيات بنوعيها الفردية أو الجماعية، بواسطة ثلاث طرق رئيسية، وهي محصورة على الشكل التالي:
أ – ملء المطفيات بمياه الأمطار
يتم جمع مياه الأمطار وخاصة مياه أسطح المنازل، بواسطة عدة قنوات توضع على هوامش الأسطح،حيث ينساب عبرها الماء النازل، في اتجاه قناة رئيسية تنقل الماء نحو المطفية، ليستعمل عند الضرورة (انظر الصورتان رقم 4 و 5: ملء المطفيات بمياه الأمطار).
ب ـ ملء المطفيات بواسطة الصهاريج المتنقلة
ينقل الماء بواسطة شاحنات صهريجية تتراوح حمولتها بين 3م3 و 6م3 من الماء، يختلف ثمن الشاحنة حسب نوعية وجودة المياه. ففي حالة جلبه من الواد مباشرة فإن ثمن الحمولة الواحدة (6 م3) يتراوح مابين 100 و 150 درهم، أما في حالة جلبه من العيون كعين بوعادل مثلا فإن ثمنها قد يصل حتى 300 درهم، كما قد ترتفع تكاليف جلب الماء بسبب مشكل البعد عن مصادر المياه.
ج ـ ملء المطفيات بواسطة مياه السواقي والآبار والعيون
تتعدد الأساليب والتقنيات المتبعة لملء المطفيات من منطقة لأخرى وقد تتحكم في بعض الأحيان الأعراف داخل القبيلة طرق توزيع المياه بها؛ ويمكن إجمال باقي أهم الطرق والأساليب المتبعة في ملء المطفيات فيما يلي:
- تعيين أحد أفراد الأسرة لجلب الماء بواسطة الدواب (الأطفال مثلا).
- تكليف شخص مأجور للقيام بهذه العملية (جلب الماء بواسطة الدواب).
- جلب الماء الى المطفية باستخدام الساقية طبقا للأعراف المحلية؛ يطلق عليها بالدورة أو النوبة.
- استعمال قناة بلاستيكية لإيصال الماء إلى المطفية إما من بئر أو عين أو ساقية (الجاذبية).
- ضخ الماء نحو المطفية بواسطة آلات الضخ الكهربائية (la pompe électrique)…
2– 4 استعمالات مياه المطفيات
ساهم وجود المطفيات داخل مجال الدراسة، في توفير وتخزين كمية لا بأس بها من المياه، حيث شمل استعماله عدة مجالات، يوضح الجدول رقم (2) نتائج العمل الميداني (انظر الجدول رقم 2، أنواع استعمالات مياه المطفيات).
تتكون العينة المعتمدة في هذا البحث من 120 مطفية، أعطت وفقا للجدول رقم 2 : 41,67% من المطفيات تستعمل مياهها في مختلف الخدمات المنزلية مثل النظافة والغسيل، في حين تستعمل 36,54% منها في توريد المواشي، خاصة بعد عودة القطيع من المراعي. أما المطفيات المخصصة للماء الشروب فوصلت نسبتها إلى 12,18%، واستعملت مياه المطفيات ذات الأحجام الكبيرة في سقي الأراضي المتواجدة في محيط السكن، إذ بلغت نسبتها حوالي 5,13%. وتستخدم مياه المطفيات كذلك في عمليات البناء وعصر الزيتون، وتوفير الماء للمساجد، حيث وصلت نسبتها في هذا الجانب إلى حوالي 4,49%.
وارتباطا بموضوع السقي فقد ظهرت تقنيات مشابهة للمطفيات تتمثل في بعض الصهاريج الكبيرة بعالية حوض ورغة، خاصة بالمناطق التي تتلقى كميات تساقطات مهمة مثل منطقة باب برد؛ وتستخدم هذه الصهاريج الضخمة للسقي، وقد تتعدى السعة التخزينية لبعضها 10000 متر مكعب، وتنهج نفس مبدأ المطفيات الفردية في ملئها، ويتم ملؤها في غالب الأحيان من الآبار ومياه الأمطار. وذلك بهدف ضمان بقاء المياه خلال الفترة الصيفية الحرجة من أجل تلبية حاجيات الزراعة من مياه السقي، نظرا لارتفاع نسبة الآبار ومعدلات ضخ المياه، مما يجعل عدد كبير من الآبار تنضب خلال فصل الصيف. وازدادت حدة هذا المشكل بظهور أصناف جديد من القنب الهندي مستوردة من الخارج تتطلب وقتا أطول للنضج تتعد 6 أشهر بينما الصنف المحلي لم يكن يتعدى 4 أشهر[13]. تقودنا هذه التقنية إلى فكرة أن الطلب على الماء في ارتفاع كبير، ولم تسلم منه حتى المناطق الرطبة بجبال الريف التي تتلقى أعلى كميات تساقطات مطرية على المستوى الوطني وبالتالي قد يلجأ سكان باقي الدواوير والجماعات إلى نهج تقنية المطفيات لتلبية رغباتهم من مياه السقي والماء الشروب.
نلاحظ مما سبق إن استخدام مياه المطفيات لم يشمل استعمالا واحدا فقط، بل أن بعضها شمل كل عمل يشكل فيه الماء عنصرا ضروريا، لكن رغم هذا التخفيف من وطأة الخصاص المائي؛ فان المطفيات لم تستطع تلبية مختلف حاجيات الساكنة بشكل عام والفرد بشكل خاص، إذ لازالت تطلعات وانتظارات الساكنة الريفية مطروحة في هذا الباب، لإيجاد حل لمشكل الماء خصوصا في المناطق التي تعرف نقصا حادا في الموارد المائية السطحية[14].
2 – 5ـ إيجابيات المطفيات
رغم التوزيع المتباين للمطفيات داخل نطاق الدراسة، فانها حققت مجموعة من النقط الإيجابية، التي ساعدت الساكنة المحلية على تخطي أزمة الماء، خاصة تلك التي عانت منها خلال فترات الجفاف، وهكذا تتمثل إيجابيات المطفيات في ما يأتي :
- تخزين الماء لاستعماله عند فترات الجفاف وخاصة في فصل الصيف.
- قرب المطفية من مقر السكن أدى إلى تقليص أو إلغاء المسافة الطويلة التي كان يقطعها الأفراد لجلب الماء من موارد مائية أخرى بعيدة عن محل سكناهم.
- ساهمت المطفيات (الفردية) القريبة من السكن في إلغاء الدور الذي كان يقوم به المكلف بجلب الماء ( و بالتالي تسخير طاقته في أعمال أخرى).
- توفير الماء للشرب وللخدمات المنزلية وتوريد الماشية …
- ساهمت المطفيات في إحياء مجموعة من الأراضي والمغروسات الشجرية المحيطة بالسكن.
- التقليل من عملية التعرية المائية النشيطة، خاصة فوق السفوح الطفلية الشديدة الانحدار.
هكذا نرى أن المطفيات خففت من قساوة عيش الساكنة التي استفادت من هذه التقنية، إما لتوفرها على إمكانيات مادية أهلتها لبنائها، أو لانضوائها تحت لواء السلطات المحلية والجهات المسؤولة، حيث قامت هذه الأخيرة بوضع المطفيات خاصة الجماعية منها قرب محل سكنهم.
2 – 6. الإكراهات المصاحبة لتقنية المطفيات
لا يخلو أي مشروع فوق البسيطة من مشاكل أو صعوبات، ومشروع المطفيات بمجال حوض ورغة تخللته عدة إكراهات، تم إجمالها في النقط الآتية:
- إن بناء وإنشاء مطفيات جماعية في تجمعات سكنية (دواوير) دون آخرى، أو بنائها بعيدة عن مقرات السكنى أدى إلى خلق نزاعات و صراعات بين الدواوير.
- أغلب المطفيات الجماعية؛ لم تستطع حل مشكل المسافة الطويلة الفاصلة بين مقر السكن ومكان جلب الماء، فمن بين أكثر من أربعة تجمعات سكنية تتوسطهم مطفية جماعية واحدة، وبالتالي ظل تخصيص فرد من العائلة لجلب الماء إشكالا مطروحا.
- ساهم البناء التقليدي للمطفيات المعتمد على مواد ووسائل بسيطة في إضعاف فعالية المطفية، خاصة فيما يتعلق بالتخزين والاحتفاظ بالماء لمدة أطول داخلها، وبالتالي لم تلبي حاجيات الساكنة لاسيما خلال فترة الجفاف.
- غياب الصيانة المستمرة للمطفية الصورة (انظر الصورة 6، مشكل التلوث بآحد المطفيات) جعلها عرضة للتلوث.
- ساهم الموضع الطبوغرافي للمطفية عند سافلة السفح أو بالقرب من الوادي في جعلها عرضة للتوحل (انظر الصورة رقم 7، مشكل التوحل بآحد المطفيات) وبالتالي عدم الاستفادة من مياهها.
- غياب المراقبة المسؤولة في عملية التوزيع العادل للماء، وبالتالي انتشار التدبير العشوائي.
خلاصة
إن مشروع المطفيات داخل مجال الدراسة؛ فرضته ظروف مناخية خاصة على رأسها الجفاف الذي عاشته المنطقة خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وبالتالي فهو جاء استجابة لأزمة الماء، حيث عملت الجهات المسؤولة على التدخل بهدف إيجاد حل لهذا المشكل، مقترحة مواجهته بالاعتماد على مخططين:
المخطط الأول : كان بمثابة ما يسمى بالحل الآني، تجلى في بناء المطفيات خاصة الجماعية منها، ثم نقل الماء بواسطة الصهاريج المتنقلة التابعة للمناطق المستفيدة، كما عملت الجهات المسؤولة على إشراك الساكنة المحلية في هذه العملية، فأعطت للمواطنين الذين يتوفرون على الجرارات صهاريج متنقلة، بهدف المساعدة والتعاون على جلب الماء من الأودية القريبة من الدواوير خاصة الواد الرئيسي ورغة. وعملت جماعة عين عائشة على شراء شاحنات صهريجية متنقلة، تصل حمولتها حوالي 6 م3 بغية الزيادة في مستوى الماء المنقول إلى الساكنة.
المخطط الثاني: كان يهدف إلى التخفيف من الجفاف من خلال تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب، إذ أن المناطق المدروسة عرفت بداية وضع شبكة قنوات الماء الشروب، منذ ما يناهز عشر سنوات فأكثر لكن لم يكتب لهذا المشروع أن يتحقق و بقيت مطامح الساكنة المحلية عالقة في هذا الباب، حتى سنة 2018 حيث بدأت أشغال مد بعض الدواوير والجماعات بقنوات الماء الشروب.
من هنا نستخلص أن الحل الذي قدمته الجهات المسؤولة هو آني وليس جذري، لأن الحل الآني المقترح طغت عليه العشوائية والارتجالية في التخطيط، المتمثل في كون معظم المطفيات الجماعية التي بنيت لم ترافقها دراسة ميدانية قبلية، لوضع تصميم عقلاني يهدف إلى معرفة الموضع والموقع الأنسب لإنشاء هذه المطفيات، بل أكثر من هذا فأن بعض المطفيات بنيت خارج التجمعات السكنية، كما أن بعضها الآخر وجد في سافلة السفح ومطمورا في عمق كبير في التربة، مما جعلها عرضة لكل الاحتمالات السلبية ( التلوث، التوحل)، كما أن الجهات المسؤولة عن وضع هذا المشروع لم تقوم بدراسة تشخيصية، لمعرفة عدد السكان داخل كل دوار ومعرفة عدد رؤوس الماشية، للتوصل ولو بنسب تقديرية إلى الحد الأدنى الذي سيتم استهلاكه من المياه يوميا، بالإضافة إلى غياب المراقبة والمتابعة والمحاسبة من بداية العملية حتى نهايتها. سوء التدبير المتبع في تزويد الساكنة المحلية بالماء الشروب، ثم العشوائية في التخطيط انعكس سلبا على إفراغ هذا المشروع من محتواه، و بالتالي عدم تلبية مختلف حاجيات السكان من الماء.
البيبليوغرافيا:
ـ بنبراهيم يوسف و بوطلاقا محمد (2017): الجفاف المناخي بحوض ورغة عالية سد الوحدة، دراسة كرونولوجية للتساقطات المطرية السنوية، أعمال مختبر الدراسات الجيوبيئية والتهيئة – التنمية المستدامة، في موضوع؛ الماء: الموارد والمخاطر والتهيئة، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ـ فاس، ص ـ ص: 3- 15.
ـ بوطلاقا محمد (2012): حوض ورغة وسط بيئي هش في ظل التقلبات المناخية الحالية، بحث لنيل شهادة الماستر في شعبة الجغرافيا، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ـ فاس، مختبر الدراسات الجيوبيئية والتهيئة، 150 ص.
ـ بوطلاقا محمد (2019): الهشاشة البيئية بحوض ورغة وتزايد حدة الأخطار الطبيعية في ظل التقلبات المناخية، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الجغرافيا الطبيعية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ـ فاس، مختبر الدراسات الجيوبيئية والتهيئة – التنمية المستدامة، 421 ص.
ـ جنان لحسن (2005)، إشكالية الماء في التوسع العمراني وفي توازنات البيئة الحضرية بالمدن الصغرى والمتوسطة، مدينة صفرو نمودجا، مجلة دفاتر جغرافية، العدد الأول، كلية الآداب ظهر المهراز ـ فاس (ص 1ـ 12).
ـ شعوان جمال (2015)، توظيف الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في دراسة التعرية المائية بالريف الأوسط – حوض أمزاز أنموذجا-. بحث لنيل الدكتوراه في الجغرافيا، كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، 400ص.
ـ شعوان جمال وعلي فالح (2017)، الزيادة السكانية والضغط البشري على المجال الطبيعي بحوض أمزاز. مجلة تيدغين، العدد 6، الحسيمة (ص 108. 123) ISSN:2028-9782
ـ ضايض حسن (2005)، المجال والمجتمع جنوب الريف الأوسط. أطروحة لنيل دكتورة الدولة، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سايس ـ فاس.
-COMBE M. (1971), La Zone Prérifaine et les Rides Prérifaines. Ressources en eau du Maroc, Tome I, Domaines du Rif et du Maroc Oriental, Editions du service géologique du Maroc, Rabat.
-El FASSKAOUI B. (2007), Une technique de conservation des eaux dans l’anti-atlas occidental, les matfias du cercle d’Ighrem Gestion concevatoire des eaux et des sols au maroc, la diversite des reponser payasannes a la degradation des terres ouvrage collectif sous la direction de abdellah laouina, Faculté des Lettres et Sciences Humaines, Université mohammed V, Agdal, Rabat.
-ROOSE E., et SABIR M.(2002), Stratégies traditionnelles de conservation de l’eau et des sols dans le bassin méditerranéen. Classification en vue d’un usage renouvelle. IRD-ORSTOM, BP. 5045,34032 Montpellier, France Courriel.
[1] شعوان جمال (2015)، توظيف الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في دراسة التعرية المائية بالريف الأوسط – حوض أمزاز أنموذجا-. بحث لنيل الدكتوراه في الجغرافيا، كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، 400 ص.
[2] بوطلاقا محمد (2019): الهشاشة البيئية بحوض ورغة وتزايد حدة الأخطار الطبيعية في ظل التقلبات المناخية، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الجغرافيا الطبيعية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ـ فاس، مختبر الدراسات الجيوبيئية والتهيئة – التنمية المستدامة، 421 ص.
[3] بوطلاقا محمد (2012): حوض ورغة وسط بيئي هش في ظل التقلبات المناخية الحالية، بحث لنيل شهادة الماستر في شعبة الجغرافيا، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ـ فاس، مختبر الدراسات الجيوبيئية والتهيئة، 150 ص.
[4] COMBE M., La Zone Prérifaine et les Rides Prérifaines. Ressources en eau du Maroc, Tome1, Domaines du Rif et du Maroc Oriental, Editions du service géologique du Maroc, Rabat 1971. PP 81-111.
[5] شعوان جمال وعلي فالح (2017)، الزيادة السكانية والضغط البشري على المجال الطبيعي بحوض أمزاز. مجلة تيدغين، العدد 6، الحسيمة (ص 108. 123) ISSN:2028-9782
[6] الإحصاء العام للسكان والسكنى 2014.
[7] ضايض حسن (2005)، المجال والمجتمع جنوب الريف الأوسط. أطروحة لنيل دكتورة الدولة، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سايس ـ فاس.
[8] بنبراهيم يوسف و بوطلاقا محمد (2017): الجفاف المناخي بحوض ورغة عالية سد الوحدة، دراسة كرونولوجية للتساقطات المطرية السنوية، أعمال مختبر الدراسات الجيوبيئية والتهيئة – التنمية المستدامة، في موضوع؛ الماء: الموارد والمخاطر والتهيئة، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ـ فاس، ص ـ ص: 3- 15.
[9] بوطلاقا محمد (2019): الهشاشة البيئية بحوض ورغة وتزايد حدة الأخطار الطبيعية في ظل التقلبات المناخية، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الجغرافيا الطبيعية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ـ فاس، مختبر الدراسات الجيوبيئية والتهيئة – التنمية المستدامة، 421 ص.
[10] ROOSE E., et SABIR M.(2002), stratégies traditionnelles de conservation de l’eau et des sols dans le bassin méditerranéen. Classification en vue d’un usage renouvelle. IRD-ORSTOM, BP. 5045,34032 Montpellier, France Courriel.
[11] بوطلاقا محمد (2012): حوض ورغة وسط بيئي هش في ظل التقلبات المناخية الحالية، بحث لنيل شهادة الماستر في شعبة الجغرافيا، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ـ فاس، مختبر الدراسات الجيوبيئية والتهيئة، 150 ص.
[12] بنبراهيم يوسف و بوطلاقا محمد (2017): الجفاف المناخي بحوض ورغة عالية سد الوحدة، دراسة كرونولوجية للتساقطات المطرية السنوية، أعمال مختبر الدراسات الجيوبيئية والتهيئة – التنمية المستدامة، في موضوع؛ الماء: الموارد والمخاطر والتهيئة، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس ـ فاس، ص ـ ص: 3- 15.
[13] شعوان جمال وعلي فالح (2017)، الزيادة السكانية والضغط البشري على المجال الطبيعي بحوض أمزاز. مجلة تيدغين، العدد 6، الحسيمة (ص 108. 123) ISSN:2028-9782
[14] جنان لحسن (2005)، إشكالية الماء في التوسع العمراني وفي توازنات البيئة الحضرية بالمدن الصغرى والمتوسطة، مدينة صفرو نمودجا، مجلة دفاتر جغرافية، العدد الأول، كلية الآداب ظهر المهراز ـ فاس (ص 1ـ 12).