تقرير حول: مؤتمر : “في الحاجة إلى التأويل”
عقد مختبر التأويليات والدراسات النصية واللسانية ومركز الدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والترجمة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، قاعة العميد محمد الكتاني، تطوان، (جامعة عبد المالك السعدي/ المغرب)، يومي 25 و26 أبريل 2018 مؤتمرا علميا بعنوان: “في الحاجة إلى التأويل”، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين من الجامعات العربية والمغربية.
اليوم الأول من المؤتمر:
نسق د. عز الدين الشنتوف من مختبر التأويليات أشغال الجلسة العلمية الأولى الموسومة ب: “التأويل في الفلسفة”، حيث شارك فيها كل من:
د. عبد السلام بنعبد العالي من كلية الآداب- الرباط بمداخلة موسومة بـ: ” في المعرفة والسلطة”، حيث وقف على الكيفية التي تتكون بها النخبة الثقافية، وامتدادها على المستوى السياسي والاجتماعي والديني، من خلال فضاء تفاضلي يغذي متواليات لا نهائية من التأويلات والكيفية التي تخدم بها إستراتيجية التسمية إستراتيجية الهيمنة لإبدال علاقة المعرفة والسلطة.
د. عز العرب لحكيم بناني من كلية الآداب ظهر المهراز- فاس بمداخلة موسومة ب: “الهيرمينوطيقا والنظرية الاجتماعية”، حيث بين أن الارتباط المعرفي القائم بين الهيرمينوطيقا كعلم يبحث عن القوانين والمعايير التي تؤدي إلى تأويل النصوص الدينية، والنظرية الاجتماعية القائمة على تأويل الظواهر الاجتماعية بمختلف تمثلاتها، إنما هو ارتباط ذو دلالة متناسبة تجعل العملية التأويلية للنص الديني متأثرة بتفاعل عقل الناظر بما حوله من المؤثرات الاجتماعية.
نسق د. سعيد غاردي من مختبر التأويليات أشغال الجلسة العلمية الثانية الموسومة ب: “التأويل في اللسانيات وفلسفة اللغة”، حيث شارك فيها كل من:
د. محمد غاليم من معهد الدراسات والأبحاث للتعريب-الرباط بمداخلة موسومة ب: “بعض مقتضيات الكفاية المعرفية في لسانيات الخطاب وتأويله”، حيث بين أن المقصودة بالكفاية هو ربط المعرفة باللغة من خلال ما يصطلح عليه بالذكاء البشري بكل أبعاده، بما في ذلك الأبعاد العصبية والتصورية لإنتاج المعرفة وتخزينها وتداولها، خاصة وأن هذا الربط أصبح ضروريا بفضل ما تراكم من المكتسبات التي أصبحت تعرف اليوم بالعلوم المعرفية.
د. محمد الرحالي من كلية الآداب- القنيطرة بمداخلة موسومة ب: “عن التأويل”، حيث تحدث عن التأويل من المنظور اللغوي، مبينا الخصائص والمميزات الداخلية التي تتحكم في التأويل، على أساس أنه ينبغي التميز بين مستويين على الأقل فيما يخص التأويل اللغوي، بين ما هو داخلي وما هو خارجي؛ فالمستوى الداخلي يتركب من التمثيلات الذهنية المسؤولة عن تأويلنا اللغوي بغض النظر عن العوامل الخارجية، وهذه الآليات الداخلية لا تتأثر بما هو خارجي من عوامل ثقافية وغيرها.
د. محمد الحيرش من كلية الآداب- تطوان بمداخلة موسومة ب: “تحولات اللغة وتحولات التأويل: نحو تأويلية فيلولوجية”، حيث بين طبيعة العلاقة التي تجمع اللغة وعلومها من جهة والتأويل من جهة أخرى، وكيف أن اللغة هي الجديرة بعملية الفهم والتأويل، خاصة بعد ما عرفه القرن التاسع عشر من توجه نحو التأويل الفيلولوجي مع مجموعة من الباحثين الروس وغيرهم، وهذا ما كشف عن العلاقة الوطيدة بين التأويل والحضارة الإنسانية الذي ارتبط منذ بداياته باللغة فلا يمكن الفصل بينهما لكونها الوسيطة الرمزية التي أتاحت للإنسان إمكانية التواصل مع العالم الخارجي.
اليوم الثاني من المؤتمر:
نسق د. عبد الرحيم الإدريسي من مختبر التأويليات أشغال الجلسة العلمية الأولى الموسومة ب: “التأويل في الأدب”، حيث شارك فيها كل من:
د.عبد الرحيم جيران من المدرسة العليا للأساتذة- تطوان بمداخلة موسومة ب: “من التأويل إلى التآول”؛ حيث أكد فيها على ضرورة التمييز بين التأويل الحرفي المتصل بأجناس الخطاب المنظم وبين التأويل الطبيعي الذي يتصل بالحياة ويتعاط العالم من حيث هو ممارسة فعليه ثقافية يومية، فالنمط التأولي الثاني متاح أمام جميع البشر لذا وجب ضبط قواعد وآليات عمله.
د. محمد بازي من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين- أكادير بمداخلة موسومة ب: “مشروع القارئ البليغ: المسارُ المسْلوكُ والأفق المنْتَظَر”، حيث قدم مشروعا لقراءة النص من خلال تقديمه لنماذج تأويلية، تمثل عملا معرفيا ممتدا في الزمان ومتناميا، يهدف إلى تحقيق رؤى تأويلية تتعدد لتتكامل، هذا المسارات والآفاق المنتظرة تجعل القارئ يتعامل مع النص وفق سياق جديد يكشف له عن خفايا النص المؤول وتجلياته.
د.نزار مسند قبيلات من الجامعة الأردنية- عمّان بمداخلة موسومة ب: “من التخيّل التاريخي إلى التأويل: في رواية الأسير الفلسطيني باسم خندقجي”، حيث بين أن سبب كتابة الأسير الفلسطيني باسم خندقجي للرواية “مسك الكفاية” التاريخية وعودته للحقبة العباسية، بدل أن يكتب رواية تنشد الحرية والاستقلال، خاصة وأنه محكوم بسبع مؤبدات من الاحتلال الصهيوني، إنما هو محاولة تأويله لأمور محدد مر بها من مرحلة التخيل إلى التأويل إلى الإسقاط على الواقع.
د.عبد الرحمن التمارة من الكلية المتعددة التخصصات- الرشيدية بمداخلة موسومة ب: “التراث السردي: التأويل بالحكاية عبد الفتاح كيليطو نموذجا”، حيث بين الفرق بين التأويل بحكاية التصور والتأويل بحكاية التحقق، حيث بنى الإطار المعرفي لمداخلته على النقد، باعتبار أن التأويل بالحكاية يختلف تماما عن تأويل الحكاية انطلاقا من تصورات الناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو، فيكون التأويل بذلك يقوم على عناصر أساسية تتحكم بمساره هي: عنصر المجال والفعل والسبب.
نسق د.عبد الحكيم الشندودي من مختبر التأويليات أشغال الجلسة العلمية الثانية الموسومة ب: “التأويل في الأدب”، حيث شارك فيها كل من:
د. عبد الله بريمي من الكلية المتعددة التخصصات- الرشيدية بمداخلة موسومة ب: “السميائيات الثقافية والضرورة التأويلية”، حيث أكد على الحاجة إلى التأويل وأنه ضرورة في الحياة، خاصة في زمن الاعتقاد بنسبية الحقائق وانفلات النص من كل قيد، كما بين أن الحاجة إلى السميائيات تتعدى العملية التأويلية للنصوص إلى الحياة بعينها، كونها صفة ملازمة للوجود الإنساني.
د.محمد بوعزة من الكلية المتعددة التخصصات- الرشيدية بمداخلة موسومة ب: “تأويل النص: من الجماليات إلى السياسات”، حيث أسس موضوع مداخلته على إشكالية التأويل باعتبارها ممارسة ثقافية، وقد عالجها من منظور محدد هو الدراسات الثقافية وبالضبط من زاوية الجماليات أو النص الأدبي، ليخلص إلى أن كل تأويل هو بالضرورة تأويل ثقافي، باعتبار أن كل ما ينتجه الفكر من نصوص أدبية أو فلسفية أو غيرها فإنه يصنف ضمن حقول ثقافية محددة بالشروط الاجتماعية والثقافية والسياسية.
د.محمد مساعدي من الكلية المتعددة التخصصات- تازة بمداخلة موسومة ب: “الحقيقة والتأويل بين التنظير العلمي والأدبي: من الإبدال البنيوي إلى الإبدال التأويلي”، حيث بين طبيعة التأويل في التنظير الأدبي والقواسم المشتركة بينه وبين التنظير العلمي، باعتباره فهما مؤقتا للطبيعة، تلتحم فيه الحقيقة بالوهم، فالحقيقة الوضعية بالنسبة للتنظير الأدبي ما هي إلا إطار نظري ومنهجي يطمح إلى بناء النقد الأدبي على أسس علمية.
نسق د. رشيد برهون من مختبر التأويليات أشغال الجلسة العلمية الثالثة الموسومة ب: ” التأويل في النص الديني والنص التاريخي”، حيث شارك فيها كل من:
د. مولاي أحمد صابر من مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، بمداخلة موسومة ب: “التأويل؛ قراءة جديدة في التداول اللغوي للمفردة بين الشعر والقرآن”، حيث بين الفرق بين التعامل مع النص القرآني والتعامل مع النص الشعري، لأن المجال التداولي يختلف، رغم أن المتداول في ثقافتنا هو أن ما استشكل من لغة القرآن فمرد فهمه إلى لغة الشعر، والسبب أنه لا يجب إسقاط حمولات لغوية تم تداولها في حقبة معينة على النص القرآني المنفتح على المعنى الكلي المرتبط بكينونة الإنسان، سواء في علاقته مع ربه أو ذاته أو غيره.
د. عبد الرحيم الحسناوي من كلية علوم التربية- الرباط بمداخلة موسومة ب: “النص التاريخي: دلالات التفسير والتأويل”، حيث بين أن هناك قواعد وأسس تجعل من التأويل والتفسير في مجال التاريخ يتخذ نسقا علميا يتناسب مع الواقع التاريخ العياني، دون أن تتنافى نتائجه مع السياق التاريخي العام للأحداث، أي أن عملية التأويل للنص التاريخي هي عملية بناء علمي وفق نسق فكري محدد ينطلق من معطيات النص كمقدمات للوصول إلى نتائج قد لا تظهر من مجرد تفسري سطحي لهذه المعطيات.
د.أحمد مونة من كلية أصول الدين- تطوان بمداخلة موسومة ب: “مقتضيات النفي في الاستدلال الاستصحابي في النظر الأصولي”، حيث بين أن الاستصحاب الذي هو التمسك بدليل عقلي أو شرعي ليس راجعاً إلى عدم العلم بالدليل بل إلى دليل مع العلم بانتفاء المغير، أو مع ظن انتفاء المغير عند بذل الجهد في البحث والطلب الاستدلالي، أثناء استثمار القواعد والقوانين العقلية، والقواعد الكلية الشرعية المناسبة للتوصل إلى أحكام شرعية مناسبة، لمجموعة من القضايا المستجدة، باعتبار انتفاء القطع مع التأويل لأن القطع هو أحادي المعنى بينما الظن يسمح لنا بإمكانية التعدد.