تقرير عن ندوة علمية دولية: “الصحراء في العلاقات المغربية الإفريقية”
نظم كل من مركز الجنوب للدراسات والأبحاث الصحراوية والإفريقية ومركز الدراسات “مشاريع”، بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير، وبتعاون مع مختبر البحث: الجنوب المغربي وإفريقيا، وفريق البحث: المغرب وبلدان الساحل والصحراء: تاريخ وتراث، التابعين لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، ندوة علمية دولية في موضوع: الصحراء في العلاقات المغربية الإفريقية، بأسا الزاك أيام 16/17/18 نونبر 2018، شارك فيها باحثون وجامعيون مغاربة، وآخرون من موريتانيا والجزائر ومصر.

وبالموازاة مع الندوة، تميز الملتقى بتنظيم معرض للكتاب عرف بتجارب النشر حول أقاليم الصحراء وقدم حصيلة المنجز في مجال البحث العلمي الذي يهم هذا المجال.
ويأتي اختيار موضوع “الصحراء في العلاقات المغربية الإفريقية” في سياق التفاعل مع الانفتاح الذي بصم عليه المغرب، والدعوة إلى بعث أدوار الأقاليم الصحراوية التاريخية في ربط المغرب بعمقه الإفريقي، وربط هذا التوجه بالنموذج التنموي لهذه الأقاليم، وانطلاقا مما تتطلبه مواكبة اشتغال البلاد على تقوية الشراكة المغربية-الإفريقية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية بمجهود علمي وأكاديمي رصين يسهم في وضع أسس الدراسات الإفريقية بمعاهد وكليات الجنوب المغربي بفعل انفتاحها على هذا العمق الإفريقي، إلى جانب ما تفرضه الحاجة إلى بلورة فهم أعمق لإفريقيا ومجتمعاتها وتجديد البحث في أسس وتطور العلاقات المغربية الإفريقية في أفق بلورة خلفية معرفية تتيح صياغة سياسة تنموية تنطلق من استثمار خصوصية الأقاليم الجنوبية وتحقق الاستفادة من موقعها الاستراتيجي في علاقات المغرب بعمقه الإفريقي وتساعد الفاعل السياسي والتنموي على استثمار هذا البعد في بلورة سياساته التنموية وتكييف برامج تنطلق من استيعاب حقيقي لسياسات البلاد ومقدرات مناطقها.
لقد تميزت الندوة بعرض لأزيد من ثمانية وعشرين ورقة علمية توزعت عبر ست جلسات، تداول خلالها المشاركون في مختلف قضايا البحث التاريخي والعلاقات المغربية الافريقية واسهام الصحراء في هذا التواصل، مؤكدين على أهمية البعد الافريقي في الهوية الحضارية للمغرب عامة وللصحراء بشكل خاص، والحاجة إلى مواكبة الاشتغال السياسي والاقتصادي بإفريقيا باشتغال علمي يؤسس للدراسات الإفريقية خاصة بجامعة ابن زهر بفعل انفتاحها على هذا المجال المتاخم لإفريقيا، بالموازاة مع التأكيد على ضرورة الاشتغال على بعث ادوار الصحراء في العلاقات المغربية الافريقية اقتصاديا وحضاريا وضرورة استحضار هذا البعد في بلورة سياسات تنموية تستهدف الصحراء.
هكذا، وقف المشاركون على دراسة دور الصحراء في ربط جنوب القارة الإفريقية بشمالها باعتبارها مركزا للمسالك التجارية، مما جعل التجارة تحمل اسم الصحراء التي ظلت لها مكانة مركزية في اقتصاد المجال المتوسطي وتشكل قناة لتدفق المقومات المادية والحضارية من الشمال نحو الجنوب، مما خلق وحدة ثقافية وعرقية ودينية تشكل مشتركا يجمع شعوب هذه البلدان وتوفر أرضية خصبة للتواصل والشراكة والارتباط، كما بحثت الندوة في سبل بعث هذه الأدوار التي لعبتها الصحراء في هذه العلاقات واستثمار هذا المشترك الحضاري بين شعوب المنطقة وتغذيته.

ويتطلع المنظمون إلى التأسيس لمشروع علمي يشكل أداة لتقوية التعاون والتواصل بين الباحثين ويطور الدراسات الصحراوية والإفريقية، في إطار الوعي بأهمية المعطى الثقافي والمعرفة باعتبارها مدخل للارتقاء بالفعل السياسي والتنموي بهذه الأوساط، في سياق تتزايد فيه الحاجة لدينامية ثقافية وعلمية تواكب الاشتغال الموجود في الأبعاد الاقتصادية والسياسية.